الجمعة، 27 نوفمبر 2020

حنين بقلم توفيق العرقوبي

 حنين

رحل متمردا وبين قدميه عقودا كثيرة ، لم يكن يدري ان التجاعيد قد تسلفت وجهه وان الشيب كان يتكاثر في شعر رأسه.... استرق النظر إليها و السنين الطوال تحفر بعمق بين يديه... رفعت وجهها وبادلته نظرات سريعة فانكشف بعضا من رغبته ومشاعره الراكدة..... كانت امرأة على مقتبل الاربعينيات تتقد مشاعرها وعيناها تضيء دروب العشق من حولها..... كانت حبات المطر تداعب وجنتيها وهو يرفع حاجبيه للسماء ويعاني مخاض اللحظة فاجأته برذاذ من تعبها فدبت بعض الخلايا المنتفضة قي جسده ونبض قلبه اشتياقا لعطرها وتراقصت شفتاه على انفاسها..... استغرقته الصدفة خاضعا لتدفق الذكريات... انتبه لصوتها وهي تقترب منه فتسارعت دقات قلبه واحس بانقباض شديد حتى خيل انه يلح في الأسئلة ما بينه وبين نفسه... تعثر واختلطت عليه الأمور.... كانت كلماتها تدك عرش الصمت وهو يتحول الي فوضى عارمة... استغرق وقتا طويلا ليلتقط أنفاسه وكأنها يلتقطها لآخر مرة..... حيرته بنظراتها تلك فتراكمت عليه الاسئلة من جديد وتوقف في زحام المشاعر، حاول البوح بطريقته الخاصة فدبت الرعشة في جسمه وحاصرته بعض الهواجس وهي تشرق في وجهه كالشمس.... تراقصت تفاصيله على صوته الحزين.... كان الفراغ يحرك خطواته وهو يقف في سكونها متثاقلا واصل سيره والفراغ يزداد سوءا، اتكيء على ضفة الصمت في غفلة منها عله يزيح عناء اللحظة عن نفسه................................................................
بقلم توفيق العرقوبي _تونس _
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...