الخميس، 19 نوفمبر 2020

لتر واحد من الدموع بقلم أحمد النجار

 قصص مسلسلات

يابانية راقية
ـــــــــــــ 10ــــــــــــ
لتر واحد من الدموع !
أعصاب فئران التجارب ....
دموع بقلم
أحمد النجار
جمهورية مصر العربية
(( اللتر العاشر من دموعي )) ................
& تجليات شعرية من وحي حبيبتي آيا اليابانية ......
ويحه لم يستعد ...
للرحيل ...
شعبه قد رفضه ...
لكنه لم يستقيل ...
قال سوف ...
يحاكموني ...
لن يكونوا لي خليل !
لن أفاوضهم ...
في حكمي ...
أين يجدوا البديل ..؟
قلنا قد عرفنا ...
أن عقلك ...
ضلّ وصار ...
عليل ...
سوف نهتف ..
هيا ارحل ...
واستعد للرحيل ...
استعد للرحيل ...!
ــــــــــــــــــــــــــ
والينا حشد ....
جنوده ...
لمواجهة الحشود ...
قال لهم ...
اضربوهم ...
اقتلوهم ...
احرقوهم ...
بالقنابل ..
والبارود ...
يهتفون بسقوطي ...
سوف ابقي ...
في صمود ...
وسأجعلهم يندمون ...
والعالم كله شهود ..
كلهم عملاء ...
وخونة ...
دخلوا وطني ...
من الحدود ...
سوف اقهرهم ...
بجيشي ...
نري من ...
فينا يسود ..؟
نري من ...
فينا يسود ..؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك هي مبررات كل طاغية قهر شعبه بجيشه وجنوده الجبناء في الشرطة !
يقول الخونة والعملاء دخلوا من الحدود !!
ونحن نقول له أنت دخلت ونزلت من مجري البول مرتين أيها الحقير !!!! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذهب دكتور ميزونو طبيب آيا إلي أحد العلماء الأكاديميين في تخصص الأعصاب ـ قال له أن مريضتي لم يمض عليها سوي عام واحد فقط ، وبدأ التدهور السريع و الانهيار الشامل للأعصاب !
صارحه العالم الكبير إنه منذ زمن طويل جدا وهو يبحث في مختبراته ومعامله عن أي علاج لمرض الضمور ألمخيخي ، ولكن كانت النتائج كلها سلبية بكل حسرة وأسف !
وسوف أبدأ فورا في المرحلة التجريبية علي فئران التجارب .. سوف أرسل لك بعض فئران التجارب لتري وتلاحظ نفسك .
ذهبت آم آيا بنفسها لزيارة مدرسة ذوى الاحتياجات الخاصة اليابانية ...
وجدتها مدرسة متطورة جدا جدا جدا ... ومجهزة بكل الإمكانيات لخدمة الطلبة المعاقين ... حقيقي مدرسة نظيفة .. جميلة .. متطورة ، ليس مثل مدارس المعاقين عندنا في مصر والعالم العربي ، مدارس متخلفة جدا جدا جدا ، في عالم متخلف جدا جدا جدا ...!
ذلك هو عالمنا العربي البائس ، الخاضع !!
والله العظيم لو لم أكن مصريا ، لتمنيت أن أكون يابانياً !!!!!
دخلت آم آيا المدرسة وجدت في انتظارها فتاة معاقة اسمها آسومي ، في نفس عمر ابنتها آيا .... كانت الفتاة تجلس علي كرسي متحرك كهربائي ، باسمة الوجه ، راضية كل الرضي بحالتها ....
قالت والدة آسومي لأم آيا صدقيني أختي لم أكن مقتنعة تماما بمرض ابنتي بمرض الضمور ألمخيخي النادر ، ومع الوقت استسلمت وأدركت أن مرض ابنتي لا شفاء منه إطلاقا ..... كانت آسومي في بداية المرض عمرها 12 سنة ....
حاولت إدخالها المدارس العادية ... لكني أدركت أخيرا إنني كنت مخطئة كثيرا ...
أفضل مدارس للطالب أو الطالبة المعاقة هي مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ....
تلك مدارس مجهزة تماما للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة .
قالت الطالبة آسومي لأم آيا يلزمني 30 دقيقة كل صباح لاستبدال ملابسي ، قوانين هذا المكان تنص علي الاعتماد الذاتي لكل طالب وطالبة !
ما قالته آسومي صحيح ، أتذكر عندما كنت أعمل أخصائي تخاطب في مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدينتي بشرق الدلتا .... أتذكر الطالب الحبيب عبد الله ، كان يستبدل ملابسه بعد نهاية اليوم الدراسي ويستغرق في استبدالها أكثر من ثلاث ساعات يومياً َ!
واعترف لكم أن أفضل فترة من عمري كله
قضيتها بين هؤلاء الطلاب الأبطال ... كنت أري البراءة الحقيقية علي وجوههم وحتي علي وجوه آبائهم وأمهاتهم ، لقد عشت ألف عام بين أحبابي ذوي الاحتياجات الخاصة ، لكن الدولة المصرية مقصرة جدا جدا جدا في حق هؤلاء المساكين الضعفاء !
ليت تلك الدولة الغبية تفهم معني حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ( إنما تُنصرون بضعفائكم ) ... ليت المصريين يفهمون ذلك وبالتأكيد بني قومي لا يفهمون سوي في تشييد القصور والتماثيل والعاصمة الإدارية مثل أجدادهم الفراعين !!!!!!
من أفضل كلمات ابنتي الغالية آسومي لأم آيا .. لا يعد المرض سوء حظ ، إنما هو القضاء والقدر ومشيئة الرحمن .....
خرجت أم آيا وهي مقتنعة ومطمئنة تماما
لنقل ابنتها الغالية آيا من مدرستها الثانوية ؛ إلي مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة اليابانية .
شعرت آيا بتغيير المعاملة مع زميلاتها في الفصل ، لم يعد يهتم بها ويساعدها سوي زميلها المخلص آسو ...!
شاهدته أمها وهو يدفع الكرسي المتحرك وعليه آيا ، وقامت بدعوته لتناول الغذاء معهم في المنزل .
بدأت آيا تطلع في الانترنت علي معلومات شاملة عن مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة ... عرفت أنها مدرسة حقيقية مثل أي مدرسة عادية ، لكنها مجهزة بكل الوسائل التي تخدم الطلاب المعاقين .
إذن فقد بدأت آيا تفكر عمليا ، لقد أدركت بفطرتها الطبيعية أنها لن تستطيع الاستمرار
في التعليم العام العادي ....
أمها تخجل وتستحي أن تطلب منها أن تنتقل لمدرسة ذوى الاحتياجات الخاصة ...
تريد أن يكون القرار نابعا من أعماق آيا نفسها !
ذات صباح أخبرت آيا أمها وأبيها أنها رأت علي مكتب أمها كتيب عن مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة ، فأخبرتها أمها أن الدكتور ميزونو أخبرها أن مدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة هي الأفضل في حالة آيا ، وأن هناك طالبة في نفس عمر آيا ومرضها هو نفسه مرض آيا ( الضمور ألمخيخي )...
لكن آيا صارحت أمها أنها لا تستطيع مغادرة المدرسة الثانوية وترك صديقات عمرها كله .. لا أستطيع العيش دون أصدقاء أمي !
فوجئت أم آيا في اجتماع مجلس آباء
المدرسة ، فوجئت بهم يسألونها عن مستقبل آيا ،وأنها لن تستطيع استكمال تعليمها في المدرسة الثانوية لأنها تشكل عائق كبير لكل الطلاب في الفصل !
قالت لهم أم آيا أمهلونا بعض الوقت فقط حتي نستطيع إقناع آيا بالانتقال لمدرسة ذوي الاحتياجات الخاصة ، نريد أن تتخذ هي القرار وتكون مقتنعة به !
أصبحت أيام آيا المسكينة معدودة في تعليمها الثانوي العادي ..!
لقد دقت ساعة الرحيل ...!
لكنه كان رحيل حزين جدا جدا ، قالت آيا كلمتها الأخيرة في الفصل لجميع الطلاب ...
كانت كلمة مؤثرة جدا جدا ... والله العظيم طفرت الدموع من عيني بغزارة شديدة وزرفت طوفان من الدموع ، ليس لتر واحد
من الدموع ...!
ماذا قالت حبيبتي آيا ..؟! وماذا قال أيضا حبيبها المخلص آسو ..؟!
ـــ الحلقة القادمة قريبا إن شاء الله .
أحمد النجار
جمهورية مصر العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ بقلم جمال أسكندر

قصيدة (لِلَّهِ لَحْظُكِ ما أَشَدَّ لَو أَدْرَكَتْ)  بقلم / جمال أسكندر    يَا خَالِقِي إِنَّ عُرَى الهُمُومِ تَمَكَّنَتْ     سَلَّمْتُ أَمْر...