على سواد لياليها كانت تغني وتطرب صغارها بألحان الردى
على موائد الرعب تطعمهم
على أصناف القلق تدندن لصغيرها الشقي ترنيمة جنائزية
وتتبادلُ أصناف الاحلام لتنسيهم الضياع المتراكم
في اركان روحها .
وبعد استسلامهم للنوم
تنزف العبرات من مقلتيها
تسقي روحها بشراب يثمل الوعي
نخب لابد منه لتساعد خيبتها فكل ليلة لها صراع مع القدر القاسي الذي دهاها بأرعن أحمق الخطى أصر على فقد عقله وبصيرته من فرط طيشه
وإدمانه لسم وعقاقير تذهب الوعي حتى اختلط بلون الموت ليقتات أطفاله من موائد الجحيم
وهي تصارع الوجود القاسي المتهالك لأجل فلذات أكبادها ضحايا العناد والكفر
كل ماحولها من جنون والتمادي
ثملت وجعا وحرمانا لأقل
مايبقيها على قيد الحياة
تستجدي رحمة من قلب تحجر
من جنون سكير تمادى باستهتاره رغم توسلاتها
ليصر على أن يوصد كل صناديق الأمل بدروبها
أغلقت قلبها فتحجر واصبح أشد قسوة.
لم يبقى لها إلا صحوة موت
لقد استهلكت عمرها في توسلات لضمائر ماتت ولم تستفق
أفرغت كل مخزون طاقتها في الترجي
عله يستوعب كل الفراغات التي انجبتها بذور تناحرٍ على أدنى حقوقها في حياة بسيطة هادئة
إنه من صنف ابليس البعيد عن الله
لينحر روحه..وارواحا تسبب في وجودها .
ورغم ذلك لم يكن أمامها إلا ابتسامة ترسمها بجهد جهيد كي تطمئن بها صغارها
ترسمها رغم هشاشة روحها الضريرة المنقوشة بشفاه الحرمان
يجب أن تزيح عن صدرها
غبار اوصلها الى الموت
انتفضت فجأة قبل أن تكتمل عناصر الهلاك على موائدها لقد نفذ مخزون الرضوخ
قررت والحياة قرارا لها الحق في الحد الأدنى لمقوماتها
لم يعد هناك ما يبقيها اكثر في بؤرة الضياع و في عنقها أرواح لم يبقى منها إلا بقايا أجساد من حقها الحياة من خلال ملامحها المزيفة باثواب الأمل والفرح المقنع
تلتفت بوجهها نحو الشمس ودفئها
نحو القمر ونوره
للأمان و السلام
فتحررهم من الحلكة والظلام والانحدار نحو الردى
كانت كجواد جامح تحلل من عقاله
يثب يتطاير قد يتجاوز الايام والسنين القاهرة التي احرقت اجمل ايامها
و من مقلتيها شع نور الامل وبريق نحو الانتصار...
فتح الله عليها من اول خطوة إيجابية بعد تقدمها خطوة نحو العلا.
سبحان من يستبدل سواد لياليها بربيع مشرق
طالما فقدته منذ أمد بعيد
واستلمت عملها ووفقها العزيز الجبار لأنه لاجبار الا الله لتحفر اسمها في عالم المجد بارزا ولترفع لها القبعات
وليعوضها الله ويبدلها الخوف بالأمن والهزيمة بالنصر والحزن بمزيد من الأفراح وليتراقص الأمل من جديد
ووفقها من يوفق عباده الصابرين ويجزيهم بغير حساب.
بقلمي
مونيا بنيو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق