وما الحُزنُ إلا ذِكرى لمصائِبٍ
يذكُرها العقل يحزنُ لها القلب
.
وما أنا إلا أحد من قومٍ يُعذبُ
كُلٌ لهُ مصائِبهُ وتعددت الأسباب
.
ولم يكُن القدر لعذابِنا سبب
بلاء البشر لبعضِها مصاب
.
يعزُ عليَ في مصائبي والكرب
وما كُنتُ لها علماً ولا مُحب
.
لم تنفع الحياة في قومٍ رهيب
وما نفعَ قومٌ طماعٌ وكذاب
.
بِتُ بينَ قومي وكأني غريب
والجميع خِصام لبعضِهم حراب
.
لا أمانة بينهُم ولبعضهُم نعيب
لا صديق يُتمن لا أخٌ ولا قريب
.
لا بارك الله في قومٍ بالوجه لُباب
لا تعلم الصادق من النصاب
.
بات لباس الدين سِتارة الذنوب
والكُل يتشابهون بزي الثياب
.
وما برحت البلاد في حراب
إلا وكَشفت الناس عن العيوب
.
مُستترة كانت البشر تحت الثياب
ذاب بياض كالثلجِ بان تحتها التُراب
.
كم تغنينا بالأمان وحماية الغريب
بِتنا نخافُ بعضنا ونحتمي بالأغراب
.
كانت ديارنا عامرةً مُشرعة الأبواب
باتت خرابا ولا يؤتمن فتح باب
.
كانت الناس تؤمن على الرقاب
باتت تقتلُ بعضها بِلا أسباب
.
لا حياء في جمع المال والأتراب
ولم يعُد للحلال نُزُلٌ ولا عتب
.
عباد الله تحتكُم براكين غضب
وحولكُم بحار والطوفان نحب
.
ألا تخشون الأرض من تحنكُم تنقلب
ولكُم عِبرآيات الله والأنبياءِ في الكُتُب
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق