أسس الحـــــوار
...........................
لا شك بأن الأســس التي يرتكز عليــها أي حــــوار لابـــد أن تستـنـد عـلى قــواعــد ثــابـتــة .. تجــعل دفـــة الحـــوار تسير بخطـى ثابتة وترسخ لفــكرة التبــادل للأفكـــار التــي يحملــها كــل طــرف ويحـــاول إيصــالها للآخـــر .. وفي نفـــس الوقــت يكـــون مهيـئـا لتلـقي آراء الآخـــر وتقـبــلـها بشكـــل يثــري مجـــالات الحــــوار ويرتـقـي بمسـتـواه .. وبالتــالي تحــصـل المنـفعـة بيـن الطــرفيـن ويصــل الطــرفــان لأرضـيـة يمــكن أن تستـوعـب جسـورا للـتـواصـل .. ولئن كــان الجــانب الثـقـافـي يحــوي ضمـن أسـاسيـاتـه بـذور الحـوار المـتـبـادل بـاعتـبـاره أهـم وســائـل شيــوع الثـقـافــة وانتـشـارهـا .. فــإن الإلمام بمناشئ هــذه السلـوكيات يعـــد أمـرا هــامــا وضــروريــا قبــل العــزم علـى خـوض غـمـار أي حــوار مهـما كـــان نـوعه .. وإقـــامــة حــوار بـيــن أطــراف عـــدة تتـطــلـب إدارتـها مهـارات يعـــتمد عليها المناطـــون بالأمــــر ..أهمها إفـــاضـة الدراســـة مـــن جـــوانـب عـديـدة .. حيـــث تكون فــي شكـــل خطـــوات يتتبعها مــديــر الحــوار أو مـــن يـقــع عـلى عـاتقــه ذلـك .. وأيضا تسلــيط الضـــوء عـلى بعــض القـــضايــا الأساسيــة في المنـاقشــة التي هي بالأساس قــيــام جمــاعــة متعـــاونــة فيــمــا بيـنـهـا عــلى اخـتـيــار مشكـلــة مـعـيــنــة وتـحــديــد أبـعــادهــا وتـحــليــل جـــوانبــهــا واقــتـــراح الحــلول لــها .. ومـــن ثـــم اختــيار الحـــل الأمـثـــل .. ولا شــك بـأنــه مــن الجــوانـب ذات الأهــمـيـة والـتـي لا يمكن إغفالها و تعــتـبر مــن أهـــداف وكذلك نــتائــج المـناقــشة هـــو الإقـنــاع .. وهــو أمـــر يتـعـلــق بــالطـــرف الآخـــر صــاحـب الـرأي الآخـــر .. وهـــو أيـضــا يتـضمـن أكــثر مــن جــانب مـنهـا الاتــفــاق الـتــام والقــدرة عــلى الـتـنـفـيـذ .. وهــي الحــالة الـتـي تكــتمل فيــها كــافــة المتطـلـبـات .. ولكــن قــد يخــتلف الأطــراف فـي صيغـة الحــوار .. لكـنهم يتـفــقون عـلى صــورة التـنـفـيـذ .. وهــو أمـــر يعـــد إيجــابيا أيـضــا .. لكـــن في بعـــض الأحـــيان يتـفقـون عـلى الصـيــغــة ويتعــذر الــتنفـيذ .. وأحـيـانـا أخـــرى لا يتـم التــوافــق لا في التعبــير ولا في التسيير .. بـالـتـالي لا تـؤدي المناقشة المطلوب منها .. ووجــب حينــهـا تغـيـيـر مســار الحـــوار للـوصــول إلى سبـل للـتـقـارب .. أو علـى الأقــل التــوصــل لما يسمى بالتـوصيــات علـى أن يبـحـث فـي تجـســيــدها أو وضــع صيغـة تنـفـيـذيــة لهـا متـى تسنـى ذلـك .. ولكن ماذا عن عـــلاقـــة الفــرد بالجــمــاعـــة .. أي الـسـلـــوك الــذي ينـتهجـه الـفــرد داخــل الجـمـاعــة .. فإذا قــلــنـــا بــأن الجـــماعــة هــي تلـك الـثـلـة من البشـر الذين تجمـعــهـم أهـداف مشتـركة سواء كـانت دائمة أو مؤقـتـة .. فــإن هــذا يقــودنــا إلى التـطــرق لأنــواع الجمـاعـات المعـروفـة في المجـتمـع والتـي تنضــوي تحـت لـــواء واحــد وتتقـاســم همـومـا مشتـركــة .. كالأسـرة والفــريــق الريـاضي وجمــاعـــات العــمل الرسمـية وغــيـر الرسمـية .. ومــا يحــدد نوعــيـة هـــذه الجـمــاعــة هـــو طـبـيـعــة عـمـلهـا والـهــدف الـذي يجمـعهـا وطــول مـــدة استـمــرار هـــذه الـعــلاقــة .. وكذلك طبـيـعــة التفـاعـــل بيـن أفـــراد هـــذه الجـمــاعــات.. ويمكن التوصـل هنا إلى أن الجماعات تتنوع بتنوع المآرب التي تؤول إليها .. في حين أن المناقشة تعـتبر الوسيلة الأنجــع للتـوافـق بين الأفـراد في الجماعة .. ولكن ما هي محـددات المناقشة .. لا شك بأن أهم تلك المحددات هو تحديد المشكلة .. وهو حسب التعبير الشائع وضع الإصبع على موضع الجـرح .. وأيضا ما يعرف بأن فهم المشكلة نصف الحل .. .. ولكن الأهم من ذلك هو الإحساس بالمشكلة ... أي بروز المشكلة على السطح والحاجــة الملــحة لعـلاجها .. ومن ثم تصبح جاهـزة للطـرح على طـــاولة النقاش .. ولا يتم ذلك إلا بعد تأطيرها والإلمام بكافة تداعياتها .. ولكن لا يعفــي ذلك أيضا من وضع الحلول المقترحة لها .. إذ أن طـــرح مشكــلة بــدون حلـول مقتــرحــة يعــد مــن الأمــور التي قــد تضـعـف مـن فعـالية دور المناقشـة وعــدم جـدواهــا .. ومن هــنا يمكن التوصــل إلى استنتاج هـــام يتمــثل في صيــاغــة المشكلة في سؤال يبحث عن أكثر مــن إجـابة ووضع تصنـيـفـات للأسئـلــة حسـب الغـايـات التي يرمي إليها كــل ســؤال .. فهــنـاك سؤال حول برنامج العـمـل .. وهــناك سـؤال للتحـقـق من الإمكانات المتاحة .. وهناك سؤال يتناول التقييم من حيث إبراز المزايا وإظهار العيــوب .. لكن صياغة السؤال أيضا تتطلب شروطا بحيث تكون هــذه الصيــاغة واضحـة وغير مبهمة .. وكذلك أن تلـــزم جـانب الحيــاد وعــدم الانحياز إلى إجابة معيـنة .. أي أن تكون خالية من الترصــد .. أو ما يعرف بالأسئلة المفخخة .. كما أن السؤال الواحد لا يجب أن يستوعب أكثر من قضية واحدة حتى لا تختلط أوجه النقاش .. أيضا الوقت يعتبر عاملا هاما بحيث يجب أن يتم النقاش في وقت محدد .. ليس وقتا مفتوحا لا ينتهي .. وهناك أمــر يجب أخذه بعين الاعتبار .. وهـــو مراعـاة مستـوى المشتركين في المناقشة .. بحيث يكون محــور النقــاش مـن ضمـن اهتـمـامـات الحـاضـريـن .. وليـس خــارج عـن دائرة اهتـمـامـهـم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق