طريق الشهيد
ألا فاسْقنا من رحيقِ العِبرْ // وأبلغْ سلامي رسولَ البشرْ
فقد كنت ترجو رضاءَ الإلهْ // وتبغي السلامَ الذي يُعتبرْ
فخضتَ المغازي ونلتَ المُنى // وصرتَ الشهيدَ الذي قد ظَفِرْ
جِنانَ الخلودِ التي تزدهى // بروحِ المعالي ودمِّ الزَّهَرْ
ولونُ الدماءِ العظيمِ النُّهى // وريحٌ كمسكٍ كبيرُ الأثرْ
وبين الذَّراري قويُّ الحمى // كطودٍ شديدٍ وضوءٍ بَهَرْ
فهذي عبادٌ تراختْ وما // تقيمُ الكتابَ البعيدَ النَّظَرْ
فصاغوا الكلامَ السخيَّ الفِكَرْ // وضاعوا وكان الشرابُ الأمرْ
ويبني البناةُ القصور التي // تصونُ الحياةَ وتُلقي الضجرْ
وهم يصنعون الفناءَ الذي // يطيح ُ الأمانيْ ويروي الغَرَرْ
فهذا الوجودُ سيفنى فلا // عزيزٌ سيبقى وعبدٌ وحُرْ
وتسمو الفعالُ التي أنجبتْ // صلاحَ العبادِ ونورًا أغرْ
ومنْ يدرك الحقَّ نالَ العُلا // إنِ انصَاعَ حبًا وأزكى الفِكَرْ
وخيرُ العبادِ الذي قد ربا // بهدي الإله الذي قد أمر
وصان الحقوقَ التي أُهدرتْ // بكفِّ البغاةِ ولحنِ السمرْ
فقامتْ دماكَ لتسقي الشجرْ // وتُحيي الفيافي بنورِ القمرْ
فكنتَ الإمامَ التقيَّ النقيْ // وكنت الهداةَ التي لم تَفِرْ
وحُزتَ الفخارَ الذي قد يُرى // بسيفِ الرجالِ الذي لم يقِرْ
وناديتَ غُصنَ الهوى والذرا // فلبتْ وماجَ الهوا واستعرْ
وباتتْ بلادي شعاراتُ حُرْ // تشقُّ الطريقَ الذي قد دُثرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق