المراحل تتوالى تباعا.... وقد نجد أنفسنا في لحظة قدرية أمام جملة من الدروب والاتجاهات تتعدد مساراتها .. الرؤيا تتضح في بعض المسارات وتتذبذب في أخرى .. السير يتواصل تلقائيا لأن المركب إن لم يكن لها مجاذيف انتظرت الريح .. أي أن دفة المركب ستتحرك عاجلا أم آجلا .. والعمل سيستمر في أي اتجاه اختارته الريح أو كان طوعا للتجذيف .. قد لا تكون الأعمال التي ننجزها تسير في طريق واضح على الأقل حاليا... لكن تجارب الأيام أكدت أننا يجب ألا نتوقف .. فنحن نسعى حتى نصل إلى المستوى الذي تقف عنده مداركنا ... لكننا بالمقابل نملك الإيمان الكافي والذي يؤكد لنا كما عهدنا دائما بأن هناك أمور أخرى تحبك في علم الغيب تسيرها إرادة قدرية عليا لها حكم قد تفوق مستوى الإدراك العادي... أو هي بالفعل تفوق مستوى الإدراك ككل ..لكن الفارق يكمن في التقبل والتعاطي معها بالشكل الملائم .. في ظل كل هذه المعطيات نجد أنفسنا نسير في دروب رسمت لنا وكتبت في أقدارنا ... أما حكمها وجمالياتها فمهما تصورنا لن نصل لإدراك كنهها ... لكن شعورا ما يخالجنا بنفس إيماني عميق بأن دفقا روحيا يسري في أوصالنا يبث في أوصالنا إحساسا بنشوة تفوق كل ماهو مألوف .. تمنحنا سكينة لا تقدر بأي ثمن ... وتجعل اطمئناننا يأخذنا في فسحة من الجماليات ... فنؤمن بأن ماينتظرنا هو الأجمل والأروع والأبهى والأمتع .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق