تخذلنا أحيانا
تخذلنا العين أحيانَا
توهمنا أنّ كلّ من يمشي
على قدمين يُعدُّ إنسانَا
وأنّ كلّ ذي جاه نبيلٌ
وكلّ ذات حُسنٍ
تفيض حنانَا
تخذلنا العين أحيانَا
تجعل لنا من السّراب ماءَ
ومن الأشواكِ و الصّبارِ
واحاتٍ و جنانَا
ترسمُ لنا الطّاغية بطلاً
و تُنَصِّبُهُ علينا سلطانَا
تُقْنِعُنَا بأنّنَا وُلدنا عبيدًا
وأنّهم وُلِدُوا فُرسانَا
خروجنا عليهم كفرٌ
فلا تمرّد بعد اليوم
أو عصيانَا
تخذلنَا العين أحيانَا
تحشرنا في اللّامكانِ
خارج بوطقة التّاريخِ
ترسم لنا حدودا
تقسّمنا شعوبا و أوطانَا
تقنعنا بأنّنا من سُلالاتٍ مختلفةٍ
برابرةٌ،فرسٌ،عرب
أهل الحجاز و أهل الكنانة
وأنّ توحّدنا مستحيلٌ
كأنّ لا دين يجمعنا
لا تاريخ،لا لغة
لا جرحا إسمه القدس
أوجعنا و أبكانا
تخذلنا العين أحيانا
توقع منّا و فينا البليّة
فتنشب الفتن و الحروب
لتهدم آخرتنا و دنيانا
لتقتل كلّ جميل بداخلنا
وتقتل ألف مرّة
أحياءنا و موتانا
لما نحن دون الأمم
تخدعنا عينانا؟
تُوهمنا بأنّنا لا نستحقّ
على هذه الأرض الحياة
لا نستحقّ الماء و الهواء
لا يجب أن نعشق وإن عشقنا
يشنقنا حبل هوانا
لما نحن دون سائر الأمم
يرتدينا الحقد ألوانا؟
نشرد ،نجوع،نتجرّع الذّل والهوان
ألأنّنا لا نبصر؟
أم أنّ العين تخدعنا أحيانا
بقلمي أنا: حسن المستيري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق