ترنيمةٌ ولهى
مِنْ بُلبلٍ ترنيمةٌ تُشجي ومِنْ
شفتيكِ تلحينُ النسائمِ أجملُ
والمُهرُ إنْ مرَّ الربيعُ بشوطِه
فالشوقُ في حِبرِ الرسائلِ يصهلُ
والطَرْفُ إنْ يفرِ الفؤادَ برمشِه
فالسيفُ في نُسُكِ المُحاربِ أعزلُ
والحرفُ إنْ أورى الجمالَ بلحظِه
في عين ِقافيةٍ خيالٌ مُرْسَلُ
يا زارعينَ النارَ فوقَ الماءِ في
ألقِ الصّبا للعاشيقينَ تمهَّلوا
فالماءُ نفسُ النارِ إن نزفتْ مدا
معُ حُرقةً ... إياكمُ أنْ تجهلوا
فتزوَّدا من دمعتينِ لشرْفتينِ ...
على سُهادِهما الشذا يتعلّلُ
كلُّ الذينَ هَوُوا نَسُوا أو ما نَسُوا
يوماً بأستارِ الضبابِ تجلَّلوا
نثروا على جُزُرِ السماءِ بريدََهم
في لحظةٍ عنها المناهِلُ تغفلُ
وجدوا السرابَ بكفِّهم يُروى ورم ..
لةَ كُثْبِ أنديةِ الظما تتنهَّلُ
ما كنتُ أعرفُ وصفَ من أهوى وأيَّ ...
رؤىً ورؤيا في القصيدِ أُكلِّلُ !
الشِعرُ تيّارٌ خفيٌّ في السماءِ ...
يضيءُ في روحي الحروفَ فتُشعِلُ
من لم يكنْ في روحِه عبثاً يحاولُ ...
لن تُضيءَ ولن يُضيءَ ويَفشَلُ
من كانَ هجّى تمرةً في نخلةٍ
هوَ شاعرٌ للشمسِ وهْيَ تَظلَّلُ
نفخَ الدخانَ على الرمادِ وراحَ من
بعدِ الرباحِ من اللظى يتنصَّلُ
ويجولُ باذخةَ الخمائلِ نظرةً
خضراءَ من جرحِ الضلوعِ تَبَلّلُ
يلقى النجومَ العارياتِ بلا حجا
بٍ في الليالي بالسنا تَتغسَّلُ
فيُجمِّعُ النورَ المُسالَ بجفنِه
ويروحُ ما خلفَ الدجى يتأمّلُ
ويصوغُه نجماً جدبداً مُغرياً
حتّى السماءُ لهُ هوىً تتجمَّلُ
في الروحِ مفردةٌ تُولِّدُ نفسَها
مع قوسِ دائرةِ الندى تَتكَمّلُ
للغيبِ خلفَ الغيبِ أشرعةٌ زهتْ
ورموشُ حُلْمٍ بالكرى تتكحّلُ
في الفِكرِ ثلجٌ والصدورِ لظىً ومن
سِفْرَيْهِما صوتُ الحكيمِ يُرَتَّلُ .
محمد علي الشعار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق