مسرى النبي
يزأرُ الأقصى الجريحُ المُنتصبْ // يرقبُ الأوباشِ تغتالُ النسبْ
في جماعاتٍ تدوسُ عِزَّنا // تقتلُ الأقداسَ في شعبَ النُّجُبْ
وارْتَدَتْ كلُّ الوحوشٍ زيهم // أطلقوا الفتوى بأن يحيا الذَّنَبْ
هم أرادوا أن يولِّي حقنا // أن نذلَّ للكيانِ المُغترِبْ
أن نسير للهوى لا للعلا // لا نداوي جرحنا كي يلتهبْ
كي يسود المعتدي فوق الثرى // والعقولِ والتي تأبى العطبْ
لا نعود أمَّةً مثل الأممْ // تصنعُ الأحرارَ تجتازُ النَّصبْ
تنشرُ العدلَ الفريدَ والهُدى // تُبطلُ الإظلامَ من عصرِ الكُرَبْ
قد أغاظَ المعتدي صبر الرُّبى // رغم قتلٍ للسنينَ والحِقبْ
فالضَّحايا تستقي مجدًا سرى // في الحنايا يعتلي زيفَ الكتبْ
فالترابُ قد ربى في دمِّنا // صار رأسًا صار ماءً ينسكبْ
والرسولُ جاء يحمي حقنا // حين أسرى بالبراقِ كالسحبْ
جاءَ يطوي حِقبةً موبوءةً // بالحروبِ والجنونِ والإرَبْ
تقتربْ ذكراك يا مسرى النبي // والنفوسُ في لظاها تحتَرِبْ
لم توارِ عَجزَها عن فِعلةٍ // تُذهبُ الأحزانَ عن قلبٍ نُهِبْ
فالشقاقُ والنفاقُ ديدنٌ // والخنوعُ والخضوعُ للكذِبْ
آيةُ الإسراء تبقى شاهدًا // في كتاب الله حتمًا تنتصبْ
والعيونُ أغفلتها عِن هوىً // والهواءُ الطلقُ يهتفُ والسُّحُبْ
والجبالُ والتي تحمي الثرى // شمسها زيتونُها والمُغْتَصَبْ
والجمالُ في الكتابِ سابحٌ // يرسمُ الأحداثَ والماضي الرَّحِبْ
قتلَهم للأنبياءِ غدرَهمْ // والعلوَّ الفاسق العالي النُّصُبْ
كيف زالَ وانقضي ما بيَّتوا // وانهيارُ الوهمُ والكِبْرِ الطَّرِبْ
ثمَّ عادوا للفساد المُعتدي // سلبِ حقٍّ للشعوبِ وللعربْ
والعلوُّ في ثرانا ينتهي // بالعبادِ الصالحينَ وبالقُضُبْ
ينصرُ اللهُ التقيَّ وإن ضعفْ // والبغاةُ للدمارِ المرتقَبْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق