رسائل معتقل الحرية
إلى بحرٍ مالح لم يعد يزحف.. على جلودنا المتجعدة،
ولم يعد عصر الأياءل.. من الإهتمامات
إلى الدّخان الذي كان يزحف.. على شرفة السّماء انتهى، وأُسقطت معه.. أكذوبة الانتصارات
يهوي برقٌ.. وبرقٌ يصعد بالشّعارات،
وبرقٌ إلى ما فوق البعيد... البعيد
يرفع صّخب معزوفته
كي لا يسمعنا.. من يريد أن يسمع
وكي لا نستحضر.. ما خبأ لنا وشم الدّهر
من إنكسارات
لم نجد ما نكتبه... في عصر الغباوة
على جدران.. الصّفحات
ولم نجد ما نرسمه.. على شفاه القبلات
أكلّما أتتنا وردة.. بعطر العروبة
اكتشفنا أنها.. من بقايا روائح العاهرات
سجانٌ يعتقل عقولنا.. وأفكارنا،
وسجانٌ يأخذ منا... الأقلام كي يعدم
في حلقنا عوي.. الحروف، والنّبرات
تآمرت على خطانا... خطانا
تآمرت على الحقيقة... حقيقتنا
تآمرت على الأقلام... أناملنا
فعلى الأمواج.. صرنا نكتب أحلامنا
وعلى الأمواج.. قامت كل المؤامرات
هذه الأرض مسافتها.. عمر جدي،
وعمر أبي..... وعمر أخي
وهذا الخبز المُرهق.. المعفر بالقسوة.. عجنته بعروقي
فكان لونه بلون دمائي
إنّي أريد قفل الصّمت.. ولو لمرّة واحدة بالعمر
أن يلجم.. هذا اللسان الصّارم
فأنا محظورٌ.. من الحروف
في وطني.. محظور من الكلمات
فإن أنا نطقت فالموت.. لامحالة زائري
فهناك ألف مشنقه تنتظرني
منصوبة لي.. كالرمح على خصر
المخنثين.. والقوادات
إدريس الصغير الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق