الاثنين، 19 أبريل 2021

خاطرة ‏رمضانية ‏بقلم ‏صاحب ‏ساجت ‏

خاطرةٌ رمضانيةٌ...
           "حَدِيثٌ... وَ صَدِيقٌ!"
       إدراكُ حقائقِ الأُمورِ يجعلُ الحياةَ
 أكثرَ استقامةٍ، بحيث تسمو وَ تتسامحُ نفوسُ البشرِ، وَلا خلافَ أو نزاعَ بينهم. {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ( الأعراف- ١٩٩)
    قَطعًا إنَّ مخالطةَ الجاهلينَ مَنقصةٌ
وَ جَهالةٌ، بينما مجالَسَةُ العُلمـاءِ اكتمالٌ 
وَ بُعْدٌ عَنِ الضَّلالةِ.
الأفكارُ تأتي أحيانًا مِنْ تجـاذبِ أطرافِ الحديثِ معَ مِمَّنْ هو أهلٌ لذاكَ!  لِتميُّزهِ بعمقٍ فكريٍّ وَ معنويٍّ، وَ بساطــةِ توغلٍ إلىٰ عمقِ المَعـاني وَ دلالاتِهــا، ثُمَّ فـتحِ أبوابٍ أخرىٰ للنقاشِ.
      راقَ لي حـديثٌ مَعَ صـديقٍ حَـولَ عبارتين أيُّهما أعمقُ دلالةً:-
(أشْعرُ بالعطشِ الدائمِ.. إليكَ) أم..
(أشْعرُ بالإرْتواءِ الدائمِ.. بكَ)!
كُلٌّ مِـنّا ساقَ برهـانَهُ، لدعـمِ وَ تَعضيدِ موقفـهِ، اِتَّسـمَ الحديثُ بقـوةِ الحجَّـةِ 
وَ اِتساعِ أُفقِ الثقافةِ،  فَتسلَّلتْ نشوةُ الفوزِ إلىٰ نفسي- وَ إنْ كانَ رأي صديقي هو الأقربَ للصحةِ، مِن رأيي!
وَ شَفيعي في ذٰلكَ.. إنَّ كِـلا المَـوقفينِ أَضافـا طَعمًـا لَذيذًا للثقافـةِ وَ رُقيِّهـــا 
وَ تَمـيّزُ هٰـذا الصَّــديقُ الأَريبُ.. بِهــــا، وَيْكَأنِّي تَعاملْتُ مَعَ قارورةِ عِطْرٍ فَوّاحٍ، كُلّمــا رَجَجْتُهــا.. تَنَسَّمَ عِطْرُهـا أَخّاذًا !
        فاضَتْ قَريحَتي، وَ اَسَّاقَطَ رُطَبُ الحديثِ جَنيًّـا عَلىٰ نَفسي المتعطشــةِ للثقافةِ العميقةِ، البعيدةِ عَنِ السَّطحيةِ 
وَ السَّفسَطةِ اللامُجديَّةِ.
ثَمَّةَ رَغبـةٌ عارمـةٌ اِجتاحتني، وَ موجـةُ عَطشٍ قاحِلٍ، للإسْتزادَةِ منْ رَحيقِ هٰذا الحـديثِ، عَلَىٰ الرَّغْــمِ مِنْ اِرتوائـي منْ "تَسْنيمِ" مُحدِّثي اللَّوذَعيِّ!.
        مِسْكُ خِتامِ حديثِنا آذانُ الفَجـرِ، نِداءُ السمــاءِ النَّديِّ كَي تَرتقيَ نفـوسٌ إلىٰ باريئِها وَ تَسجُدَ رُؤوسٌ عَلَىٰ أَديمِ أَرضِهِ.
صَلاةٌ.. رَغَبْتُ فيهـا السّجودَ الأبديَّ، بُغيةَ شفاءِ غليلِ نفسي و ظمَئِهــا في عبادةِ الخالقِ الكريمِ، طَمَعًــا أن أكونَ مِمَّنْ قالَ عنهم تعالىٰ:- {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا 
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} (السجدة- ١٦)
حِينهــا.. شعرتُ بقَشعريرةِ السّعادةِ... 
فمــا أصابني في أثناءِ دُعائي، بسببِ الخُشوعِ، يُعَدُّ سَببًـا من أسبابِ إجابةِ الدُّعـاءِ- كمـا يقـولُ أهـلُ العلـمِ- لكـنَّهُ قَطعًا لا يُعْتبرُ  عَلامةُ  قُبولهِ!
فسُبْحــانَ اللّٰهِ تعـالىٰ، فالـقِ الإصباحِ، 
بَانَ أثرُ نقــاشِ الأمسِ مَعَ "صُويْحِبي"،  
وَ أيقنتُ أنَّ كِلانا يَدورُ في فلكِ الآخرِ، لتكتملَ دورةُ الحياةِ بَيننا. 
فالعـطشُ يتطـلبُ الٕارْتواءَ وَ ليـسَ ثَمَّ أعظـــمُ مِـنَ العـطـشِ للقـــاءِ الخــالقِ 
وَ الإرتواءِ..  بِعبادتِهِ!

       أسألُ اللّٰهَ العفوَ وَ العافيةَ
     في الدّينِ وَ الدُّنيا..  لي وَ لَكُم،
            أَحِبَّتِي في اللّٰهِ.
       (صاحب ساجت/العراق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سؤال لمصر بقلم يوسف عطاالله

بمناسبة اعياد اكتوبر المجيده  ================== سؤال لمصر كلمات / يوسف عطاالله  سألونى فين يامصر حرب الدماء جاوبت بفخر حربى تعمير الصحراء ا...