تحلو الصلاة على الحبيب
سقطَ القناعُ عن الممالكِ والصُّورْ // ورُبى الحضارةِ والعلوِّ المُزدهِرْ
وصنوفِ أفكارٍ نمتْ وتأصلتْ // عبر الزمانِ بحلَّةٍ تروي الخبرْ
وطقوسِ دجالٍ تلهى بالورى // نصب الكؤوسَ وأغرقَ الواهي العَكِرْ
علت القصورُ وأدهشتْ مَنْ قد يرى // وتطاولت حتى السحابِ وللقمرْ
لبس الملوكُ حليهمْ وتسيدوا // تلك الشعوبَ بقوَّةٍ تعمي الفِطَرْ
فالناس تكدحُ في النهارِ وفي اللظى // والرأسُ يبني ما يشاءُ من الأثرْ
خاض الحروب في هواهُ ليشتري // صورَ الحياةِ وفي حروبٍ لا تَقِرْ
واستعبدوا الناسِ بفكرٍ أو عملْ // بالسوطِ تقرعُ والضريبةِ فانكسرْ
فسرى الهوانُ وأثقلَ الجاني الوَعِرْ // وتمدد الطغيانُ في أرضِ الحضرْ
حتى أتاهم من تحلى بالقيمْ // تركَ القصور للخيامِ وكم شكرْ
ساوى الخلائقَ مثل مشطٍ حقهمْ // لا يعرف الظلمَ الظليلَ ولا السَّكَرْ
فسما الخيارُ وقد تعالى للسما // وغدا الرسولُ كما المنارة مُشتهرْ
تحلو الصلاة على الحبيبِ محمدٍ // ما دامت الدنيا وما نطق البشر
عدد الكواكبِ والنجومِ ورملِها // قطراتِ ماءٍ في السماءِ وفي البحَرْ
هو أهلُ فضلٍ قد تفضلَ واعتلى // قممَ العطاءِ لمن تأمَّلَ وادَّكرْ
شمل البرايا بالهدايةِ والتُّقى // واخضرَّت البطحاءُ من عذبِ الفِكَرْ
وتنفسَ الكونُ حياةَ حلوةً // كم تبهجُ الأنحاءَ بالنورِ الأغرْ
بعد الظلامِ وكلِّ وهمٍ قاتلٍ // صبغَ الوجودَ بلونهِ الدامي الأشرْ
زرعَ الزهورَ وفي قفارٍ مُرَّةٍ // وسقى الرحيقَ لكلِّ جِلْفٍ مستعِرْ
فبنى الوجودَ بنورهِ وتألقتْ // أعيانهُ الخضراءُ في ليلِ الغَرَرْ
صلوا عليه وسلموا قمر الدجى // ولآلهِ الأبرارِ ما دام السَّحَرْ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق