الثلاثاء، 20 أبريل 2021

حلمنا ‏الثوري ‏بقلم ‏أحمد ‏النجار ‏

مسرحية
  حلمنا الثوري
ـــــــــ  19 ــــــــــ             

                   
               وزير المواصلات
                 والسكة الحديد 

                 التاسعة عشرة
 
                        بقلم
                        أحمد النجار 
                              مصر

تعتقدون أنني رجل ثوري !!
أدعو شعوبي العربية الخاضعة الميتة للثورة !
 هل يثور الميتين ؟!
 لن يثور الفراعين الميتين بالطبع !
لكن ستثور أرواحهم عندما يموتون هكذا في حوادث السكك الحديدية !
كل يوم حادثتين وساعات ثلاث حوادث !
ما أثار غضب الفراعين حقا أن فرعون لم يأمر بإقالة وزير المواصلات لأنه صديقه المقرب جدا جدا !
لكن الشعب ثائر وحزين وغاضب علي استهتار فرعون الإله بأرواح رعاياه المساكين !!
والحل ؟؟....
ستعرفونه حالا .....!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اعتبر وزير المواصلات الفرعوني  هو نفسه وزير السكة الحديد !
مفروض أن يكون شغله الشاغل هو قطار السكة الحديد ، وذلك للأسف حسب الواقع غير صحيح ، الوزير شغله الشاغل أشياء أخري لا يعلمها الشعب الفرعوني !
لكن سيعلمها بعد قليل !
دخل فرعون الإله ديوانه الملكي غاضبا جدا من تكرار حوادث قطارات السكك الحديدية ....
صرخ علي هامان الجديد ... هامان .. هامان ..
هامان :  أمر مولاي فرعون الإله 
فرعون : أرسل حالا واستدعي  كامل الوزير وزير المواصلات .... بسرعة هامان ..
وزير المواصلات :   أمر مولاي فرعون الإله 
فرعون : ما هذا الذي يحدث يا كامل ؟
حوادث القطارات يوميا ....  انطق يا كامل !
الوزير :  الأمر خرج عن سيطرتنا مولاي ...
           لقد عملنا تجديد شامل لكل محطات السكك الحديدية ولكل المزلقانات ، ورغم ذلك الحوادث مستمرة مولاي ... ماذا نفعل ؟!
فرعون :  والصيانة اليومية لكل القطارات ، هل تتم كما ينبغي يا كامل ؟
أجبني يا كامل ، وانسي إنني كنت صديقك يوما ما !
هنا يشعر كامل الوزير باضطراب وشلل كامل في التفكير !
بماذا يجيب فرعون الإله ؟ ... هل يصارحه بكل الحقائق ؟ !
في عصر جدنا الفرعون الأكبر حسني مبارك قدس الله روحه ، وقعت أبشع حوادث القطارات في الشرق الأوسط كله ، حادثة قطار الصعيد المحترق ، التي احترق فيها مئات الفراعين والفرعونيات في أماكنهن !
وتم إقالة وزير المواصلات علي الفور  وكذلك إقالة رئيس هيئة السكك الحديدية !
أما اليوم فالصورة ضبابية ، وتفرق دم الفراعين في الضباب !
هامان : اسمح لي مولاي فرعون الإله ...
فرعون : ماذا تريد أيها الخنزير ؟
هامان :  وزير المواصلات يشعر بالتقصير في أداء مسئولياته الخطيرة ، هو في الواقع كان وزير جباية للفراعين ، يهتم بالإيراد الكبير للمخالفات ، ولا يهتم بالأمور الفنية في عمل قطارات السكك الحديدية !
السكك الحديدية في حاجة إلي مهندسين  ذو خبرة ومهارة عالية جدا لتطويرها !
ليست في حاجة أبدا إلي لواءات جيشنا العظيم !
حتي ولو استعان اللواء كامل الوزير بالخبراء في قطاع السكة الحديد ، فإنه هو نفسه غير 
متخصص !
ولهذا كانت كل الأمور في السكة الحديد تتم صوريا فقط !
علي الورق يعني ! 
فرعون : وأين دورك يا رئيس الوزراء ؟
            أين تقارير المتابعة ومراقبة عمل
             الوزراء أيها الخنزير ؟
هامان : كثيرا ما أنذرت اللواء كامل ، وحذرته
           من أسلوبه الخاطئ ، لكنه لم يستمع 
           لي أبدا ، ويقول بكل غرور أنا صديق
           فرعون الإله !
فرعون : يقول ماذا هذا الخنزير !
            يدعي  صداقتي ، لهذا يشعر بالأمان !  حسنا ...  حسابي معه عسير جدا
وزير المواصلات :  ماذا أفعل سيدي هامان ؟
هامان :  لا شئ حبيبي كامل .... انتظر 
          المحاكمة العسكرية العليا ......
فرعون يصرخ ......   يعمل معي وزراء خونة ، يعملون لمصلحتهم الشخصية فقط !
لقد أنفقت المليارات من ميزانية المملكة لشراء قطارات جديدة من الهند والصين حتي 
تتطور منظومة السكة الحديد في مملكتي ...
لكنها تتدهور كل يوم أكثر وأكثر ...!
وزير السكة الحديد كان منشغلا فقط في زيادة إيرادات المخالفات ، وزيادة تذاكر القطارات بنسبة 200 % من الجعلات الذهبية !
أما أرواح الرعايا الفراعين فلتذهب إلي الجحيم !
حسنا يا كامل .... سنري من سيذهب إلي الجحيم مقدما !
                    أمر فرعوني ملكي ...
يتم إحالة كلا من : وزير المواصلات كامل 
الوزير ، ورئيس هيئة السكك الحديدية إلي المحاكمة العسكرية العليا لتسببهم في موت مئات الفراعين في حوادث القطارات .
ثانيا :  استبعاد رئيس الوزراء هامان من منصبه وعزله مع حرمانه من كل مستحقات الحياة الكريمة .
ثالثا :  تعويض أهل كل قتيل في حودث السكك الحديدية بتعويض مالي قيمته 500000 خمسمائة ألف جعل فرعوني ذهبي .
رابعا : تعويض كل مصاب في حوادث السكك الحديدية بتعويض مالي 250000 مائتين وخمسون ألف جعل فرعوني ذهبي .
خامسا :  تعيين رئيس هيئة سكة حديد جديد بشرط أن يكون مهندس خبير ومن أهل المهنة 
سادسا :  يترك منصب وزير المواصلات شاغرا حتي إشعار ملكي آخر .
سابعا : أمرنا رئيس الوزراء الجديد بالتجهيز 
لعقد المحاكمة العسكرية لوزير المواصلات ورئيس هيئة السكك الحديدية عاجلا ......
   ..........  عاش مولانا فرعون الإله ..........
كانت الحالة المزاجية للفراعين عالية جدا !
لقد شعروا بالأمان مع  فرعون الإله ، وإنه يعاقب المقصر حتي لو كان وزيرا ويحاكمه حتي لو كان وزيرا ، ويقطع رقبته حتي لو كان وزيرا !
وتلك أشياء لم يفعلها أبدا جدنا الأكبر فرعون الإله حسني مبارك قدس الله روحه !
أخيرا شعرنا أنه يحكمنا فرعون عادل، وحتى التعويضات كانت عادلة ، غير تعويضات جدنا الفرعون الأكبر مبارك كانت قروش معدودات !
ـــــ  هل دامت لغيرك ..
كل  تلك الممالك ؟!
أنت والينا سراب ..
في النهاية ...
أنت هالك ...!
قلت شعبي ..
اتبعوني ...
خاض معك ...
في المسالك ...
قلنا والينا تمهّل ..
أمتك ...
دربها حالِك ...!
قال كيف تمهلوني ؟
وأراكم ...
تستعجلوني ..!
وطني عاجز ...
متهالك ...!
قد ورثت الولاية ..
كلها عجز كبير ..
فيها أشباه رجال ..
من مسئول ...
أو أمير ...!
كم طلبت أعينوني ..
كان جوابهم عسير ..
قالوا مولانا  الولاية ..
صعب جدا ...
أن تدير ...!
قلت كيف ..؟
دبّروني ....
قالوا أمتك تضيع ...
وتنام علي الحرير ..!
يجوع فيها الرضيع ..
وينام علي الحصير ..!
تلك أمة تداعت ...
بين نار وهجير !
تنتشر فيها الحروب ..
كل حاضرها أسير !
قال والينا ...
كفاكم ...
ثرثرة وتفسير !
أمتي سوف تعيش ..
يحيا فيها الضمير !
قلنا كيف يا والينا ؟!
وأنت فيها تدير ..!
قال سوف تعرفون ..
عقلكم ناقص ...
تفكير ....!
سوف أجعل ...
كل شعبي ...
يلجأ لي يستجير !
قلنا كيف يستجير ؟
قال كفاه يعيش ...
واقعاً صعب مرير !
ثم يطلب ...
أن أغيثه ...
من خفايا المقادير !
هل هذا شيء قليل ..؟
أم حقا أمر خطير ...!!
أم حقاً أمر خطير ...!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذاك تدبير والينا ...
في أمور الولاية ..
قلنا نسأله ...
يفسرّ ...
أصل  الحكاية ....
قام يصرخ ...
ما دهاكم ...
هل أعيد الرواية ..؟!
قد حكمت ...
شعب خاضع ...
مستكين ...
من البداية ....!
ورأيت أمتي ...
ليس فيها ...
أي راية ...!!
قلت أرفع رايتي ..
قالوا رايتك ...
هداية ...!
سوف نسير ...
وراءك ...
وتكون رايتك ...
غاية ...!
رفض كل السلاطين ...
أن يكون والينا ...
آية ...!
قالوا ...
هل هذا زعيم ...؟!
سوف تكون ...
النهاية ...!
كيف يحكمنا ...
ويقهر ...
أمته قالت كفاية !
لن يكون زعيمنا ...
بعض أشباه الرجال ...
أضاعوا شكل الوطن ..
تشوهّت معالمه ...
راح في بحر المنايا ..!
راح في بحر المنايا ...!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلنا هل حقا والينا ..
ضاعت ملامح أمتك ؟
لم نعد نسمع صوتك...
أو نري رايتك ...!!
كنا نأمل فيك خيرا ..
في بشائر غايتك ...!
خيبّت  آمالنا ....
سكنت فينا خيبتك ...!
خيّبت فيك الظنون ...
في شعوب عرفتك ...!
قد ظهر سواد قلبك ...
في ملامح  بشرتك !
وكان الوطن ضحية ..
من ضحايا حضرتك !
قد ثارت ...
فيك الشكوك ....!
وكرهنا عروبتك !
وتمنينا أن نري ...
ذات يوم نكبتك ...!
ذات يوم نكبتك ...!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد النجار 
مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

سؤال لمصر بقلم يوسف عطاالله

بمناسبة اعياد اكتوبر المجيده  ================== سؤال لمصر كلمات / يوسف عطاالله  سألونى فين يامصر حرب الدماء جاوبت بفخر حربى تعمير الصحراء ا...