رسالة القدس
تحياتي محمد ياسين
أيها المُتَسَكِّعُونَ
بين شوارعي ودروبي...
أيها الباحثون عن التَّنَطُّعِ والعيوبِ...
حاولوا يوماً مواجهتي
لن تصبحوا رغم احتلالي
ذات يوم سادتي
فلتقرؤا التاريخ عني
واقرأوا مجد العروبة في حروبي...
مخطئون إذا ظننتم أن شمسي حائرة
أنا كل أرضي ثائرة
لن تختفي شمسي ولن يأتي غروبي...
حاولوا أن تصمدوا
في وجه من عشقوا النهارْ...
لا تُفْرِغوا طاقاتكم
في صنعِ أسلحة الدمارْ...
واستبشروا إن جاء يوماً
فاتحٌ يغزو الديارْ...
فالصُّبْحُ بعد قدوم الشمسِ
يُنْبِيُء بانتصارْ...
سَتُخَبِّئُوا مثل النعام رُؤُوسَكُم
في الرمل تستجدي الفرارْ...
اقرأوا الموت في عيون صغاري...
ولْتَسْمَعوا أمواجَ حزني
لن تروا فيها انكساري...
لن يَصْمُدَ الظلمُ العَتِيُّ
أمام أحجاري وناري...
طَأْطِئُوا عمداً رؤسَ الذل
حين تروا نهاري...
فأنا أميرةُ هذا القصر
فانتظروا قراري...
سَتُكَفْكِفُ الأيامُ دمعي
سوف أغسلُ فيَّ عاري...
أنا صحوةُ الأموات
في تلكَ المقابرْ........
أنا صرخةُ الأحياءِ
من فوقِ المنابرْ..........
أنا زفرةٌ حَرَّى على جمرٍ
تحركني وترسلني الحناجرْ........
أنا أرضُ أبنائي الذين تحطمت
أحلامُهُمْ ما بين سفاح وفاجرْ........
أروي على مر العصور حكايتي
قِصَصٌ تَئِنُّ لها السرائر والضمائرْ........
أبني صروحَ المجدِ عبر شوارعي
وغداً سيأتي الصبحُ
يهتف بالبشائرْ..........
أنا صبرُ أيامي التي
مُلِئَتْ أسىً
وعلى جبيني طَعْنَةٌ
تروي المفاخرْ.......
أنا آخرُ الأغرابِ يا وطني
فهل للصبر آخرْ.........
أيها الشاربون دمائي
سننهضُ من جميعِ الأرضِ
نلقاكم...
سَنُخْرِجُ من بقايانا
صلاحَ الدين بشراكم...
بقايا الموت
سوف تكون مثواكم ...
بقيد الظلم كَبَّلْتُمْ
بصوت الخوف أسراكم.......
سَتُعَاقَبُونَ
وتُحْمَلونَ إلى المزابل
حيث تكون ذكراكم...
أيها الزاحفون ورائي
هلموا أسرعوا
فهناك مَقْبَرَتي
وبعضٌ من حُثَالَتِكُمْ
وأشلائي ممزقةٌ تناديكم
أعيروني قليلاً
من حماقتكم
أعيروني تراباً أو عذاباً
لن تكونوا مثل أطفالي
ومثل حجارتي
لن تعبروا بين الضحايا
لن تتركوا أَثَرَ الخطايا
هذه جثثي تُقَاضِيكُمْ
فأنا نذيرُ الموتِ في هذا الزمان
وأنا ملاذُ العاشقين دماءَهم
أنا آخرُ الأشلاءِ
يا وطني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق