السبت، 22 مايو 2021

الكرد محركات لأحداث تاريخية بقلم حميد حاج حمو

 الكرد محركات لأحداث تاريخية. 

من حي الكرد في الشيخ الجراح أشعلت الأحداث ...

لأسلط الضوء على بعض الحوادث الجزئية التي سبقت الحدث العظيم 


منزل عائلة الكرد المقدسية "نصف لهم وآخر محرم عليهم"


أستولى مستوطنون على منازل عدة في الحي وما زالوا يحاولون الحصول

البقية.

سمحت المحكمة الإسرائيلية لمستوطنين في عام 2009 بالسكن في الغرفة التي بنتها عائلة الكرد (حساب منى الكرد على تويتر)


يروي كل بيت في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، حكاية مختلفة عن حكاية جاره، ولعل قصة عائلة "الكرد" التي أُجبرت على تقاسم المنزل مع مستوطنين تُعتبر من الأغرب، إن لم تكن الأغرب.

قصة حيّ

"كل طفولتي كانت هنا، درست في هذا المنزل، وفيه ترعرعت، ونلت شهادتي وتزوجت وأنجبت أطفالي، حتى إنني أذكر حين زرعت والدتي هذه الشجرة في ساحة البيت"، هكذا يقول نبيل الكرد، وهو فلسطيني مقدسي، صاحب أحد المنازل التي تهدد الجمعيات الأستيطانية الإسرائيلية بالسيطرة عليها في حيّ الشيخ جراح شرق القدس، وطرد ساكنيها منها بدعوى أن هذه المنازل ليست لهم ولا يملكون أوراقاً ثبوتية تشير إلى ملكيتهم لها.

قصة منازل الشيخ جراح بدأت منذ سبعينيات القرن الماضي، ولكنها تجددت في الآونة الأخيرة بسبب قرار المحكمة الإسرائيلية إخلاء ساكنيها منها، في مقابل تقديم الفلسطينيين ألتماساً في هذا الشأن، ما دفع أفراد هذه الأُسر الذين ربما يصبحون بين ليلة وضحاها من دون مأوى، إلى الجلوس يومياً أمام بيوتهم وتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وإفطارات رمضانية من أجل حماية منازلهم والبقاء فيها، ويشاركهم في هذه النشاطات أصدقاء ومتضامنون وفلسطينيون من كل مكان أو غير فلسطينيين، عبر البث المباشر على مواقع التواصل الاجتماعي. ولكن خلال هذه الفعاليات، تندلع المواجهات بينهم والشرطة الإسرائيلية في المكان، أو يتعرّض السكان إلى اعتداءات من المستوطنين الذين سبق وأستولوا على بعض المنازل الطرد الحيّ.

ولكل منزل في الشيخ جراح حكاية مختلفة، إذ تقول الشابة منى الكرد وهي إحدى قاطنات الحيّ، إنها وعائلتها مهددون بالتهجير. وتضيف أن جدتها اللاجئة هي مَن سكنت في البداية في غرفتين صغيرتين، ولاحقاً حين تزوج أبنها قرر توسيع المنزل، ومن أجل ذلك حاول مراراً الحصول على ترخيص من البلدية الإسرائيلية لبناء غرف إضافية، إذ لم يعُد المنزل يتّسع للجدة وله وزوجته وأطفاله، ولكن في كل مرة كان يواجَه بالرفض، لأن السلطات الإسرائيلية ترفض إعطاء تراخيص بناء أو توسعة لمنازل الفلسطينيين في القدس.

"ممنوع علينا ومسموح للمستوطنين"

وتتابع منى الكرد قائلة إن والدها وبعد محاولات كثيرة، قرر بناء غرفة ومرافقها على عاتقه في حديقة المنزل، ولكن عندما أُنجز البناء، جاء قاضٍ من المحكمة الإسرائيلية ومعه أمر بإغلاق المنزل بحجة عدم الترخيص ومصادرة المفتاح وحرمان العائلة وأطفالها من منزلهم الجديد الذي كانوا ينتظرون الانتهاء منه على أحرّ من الجمر، وباتوا في كل مرة يمرون من جانبه في طريقهم إلى الغرفة التي يتشاركونها مع الجدة تغصّ قلوبهم بأمنيات السكن فيه، وأستمرت هذه الحال تسع سنوات دفعت خلالها العائلة حوالى 29 ألف دولار تحت بند المخالفة.


الكاتب السياسي المناضل المخلص الباحث حميد حاج حمو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

آية البدء بقلم عبدالرزاق البحري

  ٱية البدء ذابلة أمنيتي أرقها... ظل الخراب هدها ليل الهوى فاحترق الشذا في... مدن الغياب الشاعر  : عبدالرزاق البحري      تونس