تمنيتُ أن أكون نورا للناس
هادي صابر عبيد
.................
غدا بي العُمرِ بِتُ مع الرواح
وما كُنتُ يوما بعُمري مرتاح
.
أضاءت لي الدُنيا شمسُها مصباح
أبا الحُزن يُفارِقَ والفرح أطراح
.
سكنتُ النهار والحُزن لنورها وشاح
والليل معبرا الحُزن تسكنهُ الأرواح
.
ما كُنتُ يوما ظالما ولا وقاح
وما حملتُ إلا الطيب للناس سلاح
.
ما وجدتُ من البشرَ بمُعاملتِهم مِلاح
كُلٌ يلفهُ الكذب والظلمَ ويدعي الفلاح
.
بعدَ موتي لا تسألنَ عن عملي والصلاح
ما تركت لي البشر معبرا وللخير مفتاح
.
فصول حياتي كُلها خريف والناس رياح
وأنا ورقةٌ يُعذبُني الرياح أشكو الجراح
.
ما أحببتُ الخفاء بالزينة وبالكلام المُزاح
وما ضرَ دُنياي إلا الأمانة والصراح
.
ما أحببتُ الرفاهة ولا للحُطامِ طماح
لا بيتا كبيراً سيدا حرسُ ورماح
.
تمنيتُ زيارة البحر والغوص كما السباح
والصعود إلى الجبال كالطائر دون جناح
.
والوصولِ إلى النجوم وأسرارها أطماح
أتعلمُ أسرار الكون وأكون للعلمِ مفتاح
.
أنال علم الكون من كُل كفٍ وراح
أُشرقُ على العالمين كشمس الصباح
.
أبت الحياة إلا أن تظلُم والقدر نطاح
والناس من حولي والكُلُ بنفسهِ أمداح
.
لي من الأشقاء الذكور أربعة رماح
بيد الأعداء وصدري حِرابٌ للسلاح
.
ولي من أبناء العموم تملأُ البراح
لا خير بهُم لدُنياي ولا فلاح
.
ما نفع قومي وزي الدين لهُم وشاح
كالديكة كُلٍ على مزبلتهِ صياح
.
ما عرفوا من العلم إلا الوَقاح
بات لِكُل عشرة سيدٍ والكُل سفاح
.
هادي صابر عبيد
سوريا / السويداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق