ألم وأمل:
في أحدي ليالي الصيف الجميلة كانت السماء صافية تتلأ لأ نجومها بقوة؛ كأنها مصابيح مزينة ، وكانت نسمات الهواء العليل تداعب ملامحنا برقة غير معتادة ، وفي تلك الأثناء ا ، كانت أمي علي وشك الإنتهاء من آخر جزء في صلاتها وكانت قد أطالت السجود حيث أستمر وقت ليس بقليل، حتي أرتعد قلبي خوفا وفي وسط دقات قلبي المتسارعة ، أقتربت منها لأطمئن عليها، فإذا بها ترفع رأسها وتقول بصوت مشروخ الله اكبر ، فكأنما كانت تصارع أحدا ما في سجودها؛
أرجعت ظهري للوراء بعد ما أطمئن قلبي قليلا؛فر جعت أهامس أفكاري السجينة وأعاتب أحلامي الدفينة وأنا أشعر بداخلي بغصة تعتريني، كأنما لم أري شيئا جميلا في حياتي ،
وأنا في خضم تأملاتي وأفكاري ، التفتت إلي أمي وكأنها تذكرت شريط حياتها أمام عينيها وأصبحت تعاتب عبرة سقطت من عينيها عنوة ؛
"فقالت لي وهي تجفف تلك العبرة:
ا"أبنتي لا تتهاوني في مستقبلك ولاتتساهلي فيما تستحقين
فأنتي فلذه كبدي لا تتنازلي في أحلامك فقد عانت أمك من التهاون ما حطم أسوار كرامتها وعانت من التذلل ما جعلها لاتقوي علي النهوض فترات من الزمن قد لا ترين الجمال في ماضيك مع أنه بيدك وباءختيارك؛ وقد تمقتين الحاضر ؛ مع أنه نتيجة طبيعية لذلك الأ ختيار ، فما نرسمه لحياتنا من طريق شيئا،
وما نجبر عليه شيئا آخر ،
فوالدتك ياأبنتي أ جبرت وتنازلت وهي التي كانت متوجة علي عرش مملكتها في منزل أبيها ، واالجألها هذا القرار المتعسف ؛
الي مستقبل عانت فيه الكثير وتحول ذالك العرش الدافئ إلي منزل مليئ بكل أشكال المذلة والهوان ، فأرتميت في وسط أناس حاقدة وقلوب قاسية وأشخاص شديدي التناحر وبيئة لاتصلح لحياة سليمة ، تعايشت مع واقعي مضطرة فذلك هو قدري ونصيبي ، وكان أبيكي رجل بسيط ليس له باع من التعليم والثقافة فقد كان لايدري ماذا كنت أعاني من أهله ومن حقدهم الأسود ومن مكرهم الخبيث ،لقد أخفيت كثيرا مم كنت أعانيه من هم وضيق وأذي نفسي وتحملت كي لا يشعرهو بالسوء تجاه عائلته التي كان يحبها حبا جما ، كنت أظن بذلك أنني سأحافظ علي منزلنا ، وذلك ماجعلهم يتمادون في تعذيبي وجرحي ،
وكل ما كان يواسيني هي تلك الضحكات البريئة الحانية لكم،فقد كانت لي دواءا وشفاءا ،أستمد منه الأمل والقوة، وكلما مرت بي الأيام أزداد أصراري أن تكبروا وتنجحوا في حياتكم، وتغيروا ذلك الوضع المقيت وتلك الأيام الصعبة التي تجرعت كأسها رغما عني .
وها أنتم ذا تقرون عيني بتعليمكم وثقافتكم بعدما اعانني الله وأعانكم حتي تخرجتم من جامعاتكم وأعتمدتم علي أنفسكم بعد أستطعنا جميعا بصبرناوأتحادنا ؛ أن نتغلب علي المصاعب وأستطعنا أن نتجاوز فقدان والدكم بصبر وأصرار وتحدينا معا كل الظروف وتغلبنا علي كل المشاكل حتي أنصلح الحال وتغير بفضل الله تعالي.
فما أنصحك به ياأبنتي الأ تسيئي الأختيار
وإلا ترضخي وتقبلي بأقل ماتستحقين مهما كان الثمن ، ومهما طال العمر فأصبري وأكثري من الدعاء ، وأني علي يقين تام من أن الله سبحانه وتعالى لن يجازيني فيكم إلا كل الخير."
كانت هذا الحديث بيني وبين أمي أحيي في داخلي الأمل
وأيقظ في قلبي الأحلام الدفينة، وزاد يقيني بالله تعالي وبعوضه الذي يكرم به الصابر ين.
لن أملل ولن أستسلم وستكون كلمات أمي الغالية
نبراسا لي ماحييت.
# قصه بعنوان :ألم وأمل
بقلم الكاتبة : اسماء همام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق