لقد غلفتُ رسائلي بلحاف من نار، فصارت كل تلك الحروف رمادا بائسا، لطالما عصرت لك من أناملي كلاما حلو المذاق، و نسجت رسائلا من حبال الود والهيام، رسلتها معطرة بعبق الريحان، ومسك الغرام، سلمتها لساعي بريد حارتنا، أن حافظ على مرسولي و انتبه، فإن قطعة من قلبي مرسولة في ظرف مغلَّف باِحكام، ثم إنك لمشاعري اِستهنت وكلما أرسلت وأرسلت، تعود رسائلي ملطخة بحبر عفن، مرشوشة بروائح الإهمال، نعم أهملت قطعة من قلبي ،فأضحت بين الرسائل كجثة نتنة، ظلت أياما وأيام غريقة في بحر الهجران، ربما هي آخر سطور أُحيكها بأنامل تعتصر كرها وحقدا، لن أندم على إرسالها، فإن فتحت رسالتي ستصيبك رياح من سم الاقحوان.
سوسن نهائلي /الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق