الاثنين، 24 مايو 2021

الرؤيا بقلم أمل شيخموس

 " الرؤيا "

 أنا والكتابة حفلٌ من الألعابِ النارية الفائقةِ الجمال ، بمحاذاةِ الغوصِ الحر وإلتماعاتٍ ذكية حارقة وخارقة تغزو الفكر والخيال تستحوذُ على النفس ، تَغمُرُها بالوخزات والتساؤلات ؟!!! كحبات البخار الكثيفة في الأجواء الشتائية القارسة المرتسمةِ على زجاج النوافذ ، سحابة فكرية ليست بعابرة بل خلاقة متأملة صيرتها إنساناً مختلفاً ليلةَ رؤيتها لذلك الحلم أيام الصبا وتفتح الورود والمواهب كالفجر النقي المتميز التكوين والضوء المبهر ، هنا إحتفالاتٌ عديدة وعروض أكثر إبهاراً ، وشموسٌ تأتي وتغيب إنها ليلةُ الفصل العظمى تتجلى فيها حكمة الرب في حياة هذه المخلوقة التي سخرها الله لهذه " المهمة " غَيَرَ بها مجرى أحلام الصبية من خلال تلك الرؤية !!! نعم كانت رؤيا جلية واضحة كما أنسام الربيع المنعشة والمغامرات المدهشة التي يحياها أبطال قصص الأفلام بجنون كأنَّهُ حقيقي لقد كانت تلك الفتاة أقربُ الى حقيقتها ، مُقتربةً في النوم من أحداث حياتها في أقصى حالات البهاء والانبهار ، علاماتُ ترقيمٍ مُتَشكِلَة !!!!؟ جراءَ الصورة التي رأتها ، استفاقت إثرَها مندهشة !!!؟  مسرعةً لكتابِ تفسير الأحلام والمنامات " لإبن سيرين " لتعبير حلمها الذي رأتهُ ولم تستهن به كم كان مؤثراً لا يمكن الإستهانة به كما الحقيقة المتجسدة أمام العين واقعاً مُعاشاً ،  لم يكن وكأنَّهُ  مجرد صورٍ وأحلام ، " خيال " !!؟ رأت في ذاكَ المنام فراشةً بنفسجية عملاقة ذات جناحينِ جذابتين والملفت للإنتباه !!! لغايةِ الإنتباه الكتابة التي كانت تزينُ الجناحين بخط قلمِ شنيارٍ أسود عريض " سورة لقمان " فعلى أحد تلكَ الجناحين مكتوب كلمة " سورة " فقط والجناح الأخرى " لقمان " إسم أحد السور القرآنية الكريمة ،  غايةَ الروعة . .  كانت تتشبثُ بأحد الجناحين،  كما الجناح الأخرى تتعلقُ بها توأمتها الروحية وصديقتها التي تربطهما صلةُ دمٍ بالجناح الآخر والتي بدت فجأةً في الحلم كالومضة ، كانتا تتعلقان كل منهما بجهة من الجناح حتى تقتطِعا كلُ واحدةٍ منهما جناحاً لها وتحظى به و تظفر  . . كانت مندهشة لها رغبة كبيرة ومتحمسة لمعرفة تفسير هذا الحلم من خلال التنقيب في كتاب التفسير ذلك عن عناوين " تفسير السور القرآنية " في المنام إذ بها يقعُ بصرها أخيراً على تفسير سورة " لقمان " في المنام ، إذ بهِ  " كتابة وحكمة " كادت أن تطيرَ كما تلك الفراشة من الدهشةِ والفرح الذي غمرها والذي لم تتوقعه لطالما كانت تتوقع " الكُتَّابَ " شيئاً باهراً لا يمكنُ الوصولُ إليهم ولو في الخيال كانوا مبهرين بالنسبة لها كما هذا الحلم الذي تمنتهُ ليس ببعيدِ منالٍ إنَّما قريب التحقيق والتحقُق " الكتابة " رحلةُ حياةٍ ومحبة " ☘ كانت آمنة في نفسها تشعرُ أنَّها في حِمى النور الرحمة دائما ، حيثُ كثيراً ما كانت تغطُ حتى ولو في النهار بعد جُهدٍ أو غفوةِ الظهيرة تتلمسُ نوراً ما ينهمرُ على آفاقها ، إشعاعاتٍ تُستَرسَلُ من هيئةٍ نورية في ثيابٍ بيضاء ناصعة وهي تقتربُ منها في تلكَ الرؤيا بينما هي تحت ظِل تحت التأثيرات تعلمُ أنَّها نائمة وأنَّها في حضرةِ ذلكَ النور الذي يُرسِلُ إليها تلكَ الأنوار كنذفاتِ الثلج الناعمةِ الهطولِ ، كما المطر كانت تشعرُ بالرحمة وإحساس الإطمئنان من ذلك النور الذي تَشكلَ على هيئةِ شيخٍ مرتدٍ لثوبٍ فضفاض أبيض " دشداشة وعقال " ربما كان يكلمها لكنها لا تتذكرُ !!! لا تتذكرُ البتة ، إنَّما تستَشعِرُ وبقوة تلكَ الانوار المُتهاطلة بغزارة ونعومة إنسيابية أشبهَ بكرنفالٍ ضوئيٍّ من صدى إلتماعاتِ الكواكبِ والنجوم  " الأمور الماورائية " للأحداث العميقة كانت تستيقظُ وتدرك أن هذا الحلم يتكرر كل فترة غير محددة ولا متوقعة أحيانا كانت خلال شهور وأخرى سنين قصيرة وأخرى طويلة ،  يا إلهي !!! كم انتَ رحيم ومحب لمخلوقاتكَ !!! كُنتَ تُهيءُ هذه الكاتبة منذ الصغر لهذه الأقدار من خلال طقوسِ كل المحن وكل تفاصيل الفرح والعيشَ بإاحساسٍ ، ومودة ومحبة للبشرية جمعاء ، تتمنى لهم الخير العميم ، تتألمُ لحالِ البشر تنهمرُ الدموعُ الحارقة من كبدها عبر مقلتيها . . البشر الذين يحييون تعساء رغم رعاية الخالقِ لهم مُسخراً الكون لهم ،  كل وسائل السعادة والتميز  ، " العقل " وحدهُ من بين تلك النِعم التي لا تعد وتحصى معجزة من المعجرات التي تُدهش لحد الذهول الأعظم من قدرة الخالق المبدع الذي اصطفى الإنسان دون مخلوقاته الأخرى سيداً لهذه الأرض يحكم فيها يعيش وينبي من خلال تجاربهِ يطور ويتطور،  بيد أنَّ الإنسانَ كثيراً ما يُضيقُ ذاكَ العيشَ عليهِ بالطمع  و ضيقِ تلكَ الرؤية الفكرية عليهِ . .

الكاتبة والروائية

 أمل شيخموس

دمتم بمحبة  ورمضان فضيل مبارك إن شاء الله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

أين الطريق لقلبك بقلم إبراهيم علي حسن

أين الطريق لقلبك؟ بقلم / إبراهيم علي حسن * مصر * _______________ أليس هناك طريقٌ   يخترقُ جليدَ شراييني يصلني إلى قلبكِ   في دفءٍ يحتوييني؟ ...