القدس كالعيون
القدسُ تأبى ذلَّة الأصفادِ // وخنا الجناةِ وقسوةَ الجلَّادِ
قامتْ لتزكي كلَّ نورٍ فاضحٍ // للوهمِ في أرضِ التُّقى الولَّادِ
بالثورةِ العزلاءِ إلا من رؤىً // تجلي السوادَ المرتدي أوتادي
رغم الخنوعِ لجوقةٍ موتورةٍ // سقت الصَّغَارَ لهذهِ الأطوادِ
في كلِّ يومٍ يعتدي أوغادُهم // أو تجتري أدرانهم والغادي
سرقوا الترابَ وأنشأوا بنيانهمْ // من دون خوفٍ من لظى الأسيادِ
لم يبقَ من قدسِ السلام سوى الهوا // وهوا الجدودِ مفازةُ الأكبادِ
والشعبُ ينظرُ من عيون صقورِهمْ // تجري الدماءُ لدمِّها الوقَّادِ
فالقدسُ تبقى كالعيونِ ونورِها // وهوا الفؤادِ وقَلعةَ الأمجادِ
هيَ فخرنا هيَ عزُّنا وشموخُنا // ومواطِن الشهداء في الأجنادِ
وذرا النبوةِ والكتابِ ونهجها // ورُبى الصلاحِ ونهضةِ الأجدادِ
مسرى الرسولُ وكلُّ خيرٍ سامقٍ // مِعراجُهُ الأخاذِ في الأشهادِ
والقِبلةُ الأولى وسيفُ خلاصِنا // والقبةُ الصفراءِ للأحفادِ
لا تصلحُ الأمجادُ من غير نورِها // أو تنصب الأعلامُ للأعيادِ
أو يستقيمُ لنا كيانٌ ثابتٌ // من غير عاصمةِ الثرى النجَّادِ
من غير طردِ كيانِهمْ من أرضِنا // والحقُّ يعلو في سما الإنشادِ
فالقدسُ لا ترضى سلامًا ساقطًا // يروي المذلَّةَ في ثرى الروَّادِ
إن تنقذوها فالخيارُ لرفعكمْ // فوق الهوانِ وركلةِ الجلادِ
أو تصمتوا فالعارُ فوقَ جبينكمْ // واللطمةُ النجلاءُ كالأصفادِ
فالوعدُ بالنصرِ المُحتَّمِ قد مضى // فلتدخلوا بابَ الوغى الوعَّاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق