الأحد، 13 يونيو 2021

سارا (7) بقلم أحمد النجار

 قصص مسلسلات

      يابانية  راقية 

      مسلسل سارا 

      ــــــ    7 ـــــــ


              طرد سارا من المدرسة

                   والألطاف الإلهية ...

 

                           بقلم 

                     أحمد النجار 

                          مصر  

                        السابعة


قضى أكيتو وسارا وقتا رائعا مع أسرنه

الطيبة في البلدة الريفية النائية ، أحست سارا بطعم آخر للدنيا وسط الناس الفقراء الطيبين ، فقرهم لم يمنع ضحكتهم وترحيبهم بالحياة ، حلوها ومُرها !

تلك هي فلسفة الفقراء للتغلب علي صعوبات الحياة ، وقتل اليأس في

نفوسهم ، وتقديم الغوث  والنجدة للمحتاج 

من قوت يومهم !

هناك في اليابان يعيش الفقير كأنه أمير تماما بعزة نفسه ، وثقته في الألطاف الربانية ، بعكس الفقير في عالمنا العربي المتخلف ، الجميع يحاربونه وكأنه صنع فقره بيديه ليس بيد الأقدار ....!

نحن نعيش في عوالم متخلفة في  كل شئ ... كل شئ .... حتي في أخلاقياتها !

والمفروض نحن كعرب أن نرتقي بديننا الإسلامي العظيم ، و تحيا فينا روح الإسلام الحقيقي ، ليس روح المتعصبين ،

لكن بكل حسرة وأسف رأينا روح الإسلام في الغرب كله ، في تقدمه وازدهاره ...

وماتت روح الإسلام عند المسلمين في ديارهم !

نحن مسلمين ظاهريا فقط ، أما في الباطن فجوهرنا فظيع ....!

نعود إلي ابنتا العظيمة سارا .....

بعد أن قضت سارا يومين مع أهل أكيتو الرحماء ... ها هم يستعدون للمغادرة والعودة سريعا للمدرسة ، قبل عودة الرحلة المدرسية .....

علي الفور استقلوا الباص وهم في منتهي السعادة .....

فجأة توقف الباص في منتصف الطريق لأن هناك شجرة كبيرة جدا سقطت وقطعت الطريق !

اضطر اكيتو وسارا للمبيت علي الرصيف في أقرب محطة حتي صباح اليوم التالي ..

عندما أشرق الصباح بنوره ، استقلوا باص آخر للعاصمة طوكيو ....

وعندما وصلوا لبوابة المدرسة ، وبمجرد دخولهم وجدوا العقربة السوداء مديرة المدرسة تنتظرهم ، وضربت سارا بعنف علي وجهها...!

وأصدرت قرار نهائي بطرد سارا المسكينة من المدرسة !

حاول الجميع معها ... الفتاة وحيدة مسكينة ليس لها أقارب في طوكيو وفي اليابان كلها .... وهي تصر علي طردها فوراً ..!

وتشاء الألطاف الربانية أن ترسل الغوث لسارا المسكينة ...!

ماذا حدث ؟! ... يد الله تعمل في الخفاء ..

نعم سبحان الله قادر علي كل شئ ..

قالت العقربة ، اقصد مديرة المدرسة أنا لست قلقة أن سارا هربت ، أنا غاضبة منها أنها تركت المدرسة بدون حراسة أثناء غيابنا في الرحلة !

ولابد من طردها نهائيا من مدرستنا !

حزن الجميع علي سارا الخدم والطالبات والموظفين ... لكن ماذا يفعلون أمام جبروت العقربة السوداء ؟!!

حتي مسيو اللغة الفرنسية عاتب شيكو سان ، هذا هو اسم العقربة مديرة المدرسة ، عاتبها أنها قاسية للغاية مع سارا اليتيمة !

لكنها لم ترد عليه !

الرد الإلهي وصل في الوقت المناسب تماما ....!

فجأة أخبرتها أختها أميكو أن هناك زائر 

يريد مقابلتها ، وأنه كان زميل الدراسة ...

دخل الزائر وفي يده الألطاف الإلهية !

أقصد طفلته رومي تشان ، لم يتعد عمرها

5 سنوات ....

قال والد الطفلة رومي ... سيادة مديرة المدرسة أم طفلتي توفيت العام الماضي ، واليوم جاءني بكل أسف عمل مفاجئ في لندن ، وقالت لي أختنا أميكو أنه من الممكن أن أترك طفلتي رومي في رعايتكم في المدرسة ، فهل تقبلين ؟....

رحبت المديرة بقبول الطفلة رومي في رعايتهم لحين عودة والدها من لندن ....

في البداية تبدو رومي هادئة للغاية ، لكنه بمجرد مغادرة أبيها المدرسة انفجرت في بكاء هستيري رهيب !

لا تريد أن يلمسها أي فرد في المدرسة !

لكن سبحان الله ، قبلت فقط أن تأخذها سارا وحدها في حضنها ... بل وكانت تناديها سارا / ماما ..!

هنا اضطرت العقربة السوداء شيكو سان لأن تبقي سارا معهم في المدرسة ولا ترحل ، حتي تكون الطفلة العصبية رومي تشان في رعايتها لحين حضور أبيها !

وهكذا حمي الله المسكينة سارا من الطرد ، بألطافه الربانية التي تجعل المستحيل ممكنا !

 شكر والد رومي تشان المديرة كثيرا ، علي وعد منه بالتبرع بمبلغ كبير للمدرسة ..

ها نحن نشاهد الطفلة رومي تشان تحتضن سارا وكأنها أمها تماما ... الجميع يستغربون تصرف الطفلة رومي  لأنهم 

جهلاء بالأقدار والألطاف الربانية !

يجهلون أن سارا اقرب منهم كلهم إلي الله ..  سارا رضيت بمصيرها وأقدارها ، فرضي الله عنها وكانت في رعايته سبحانه وتعالي .....

ها نحن نشاهد سارا اليتيمة تجلس في حجرتها ، تطعم أصدقائها الفيران الطعام

الأخير وتستعد للرحيل إلي المجهول !

وها هي صديقتها الوحيدة في المدرسة ، تجلس مع زميلاتها في الفصل  

 وتبكي بمرارة علي  فراق  سارا و مصيرها المجهول !

ها هي سارا تنزل علي السلم للمغادرة وتري بعينيها الألطاف الربانية ... تري الطفلة رومي تشان مع أبيها وهو يترك طفلته مودعا الجميع !

حتي تلك اللحظة تبدو الطفلة رومي تشان هادئة ومطيعة جدا ....!

عندما تري سارا الرجل يودع طفلته ، تتذكر أباها الراحل علي الفور ، ويعتصر الحزن قلبها !

بمجرد أن يغادر والد رومي المدرسة ؛ تبدأ رومي في عاصفة رعدية من الصراخ والبكاء ، وتلقي بحقيبتها علي الأرض !

الجميع في حيرة كبيرة في التعامل معها ، ويا سبحان الله بمجرد أن تأخذها سارا بالذات في حضنها تهدأ وتنام علي أكتافها ..  يا ألطاف الله ..من يصدق ذلك؟

تهدأ رومي تشان وتلتصق  بسارا كأنها خيالها تماما !

الطالبات والعمال والمديرة ، الجميع حضروا الموقف ، وكانوا منبهرين !

جلست سارا مع رومي وقالت لها سوف يحزن أبيك كثيرا عندما يعلم انك كنت تبكين وتصرخين ... اهدئي طفلتي سوف يأتي أبيك ذات يوم ويأخذك للعيش معه ...

تذهب أميكو إلي أختها مديرة المدرسة ترجوها أن تبقي سارا ولا تغادر المدرسة لأن الطفلة رومي تعلقت بها كثيرا ، ولن يجدوا أفضل منها لرعاية الطفلة .....

وبعد إلحاح شديد وافقت المديرة علي بقاء سارا في المدرسة لرعاية رومي تشان !

ــــــــــــــــــــــــــــــــ نكتفي هنا .....

ــــــــــــــ ونستكمل لاحقا إن شاء الله ...


رومي تشان ...

رومي تشان ...

كانت ملاك القدر ..

أنقذ سارا ...

من الهوان ..!

بقدرة الله العظيم ...

حفظ سارا ...

من الضياع ...

وقلبنا ...

من الأحزان ..!

ياه علي البشر ..

علي ظلمهم ...

علي فجرهم ..

لبني الإنسان !

والله رأيت الرحمة ..

في عالم الحيوان ..

والغدر طل ...

في وجه الإنسان ..!

قلبه حجر ...

مع قلوب متحجرة ..

تبني قصور ....

وآخرتها الخسران ...!

آخرتها الخسران ..!

آخرتها الخسران ..!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحمد النجار 

     مصر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...