امتنان :
غوصي في البحر أو ابتعدي ...
لا بحرا من غير دوار
الحب مغامرة كبرى
ابحارا ضد التيار
نزاريات الهوى وقلوب يكسرها الحنين
كشوكة في الصدر أنتي ...
ووردة تملأ المكان سنين
ولنزار يغني الصدى تراتيل العاشقين
ويعود الصمت أدراجه بأرواح الخالدين
يقتفي أثرا لفنجانه ووجدانه ...
وطرقاته وليالي شتائه
عاشق للحب وبالحب عاشق
ولد شاعر ليكون شاعر ...
وتنفيه المهاجر والمشاعر
سكن عيون النساء
أبصر ببديهته المساء
سارت بجوارحه السماء
استيقظ على شدو المكان ...
بنى معبد للحب في وحي قصيدتان
المرآة وطن ودار وعتاد وانتظار
المرآة غصن يملأها الهوى ثمار وحصار
ولنذار تكتمل صورتي وراء الأسوار
عاشق الوطن وشاعر للنغم في الأوتار
أسكنت حبك قلبي وأوردتي ...
فما عليك إذ فارقت معركتي
أطعمت للريح أبياتي وزخرفها
إن لم تكن كسيوف النار قافيتي
وبدرويش يكتمل الحصار ...
وحب الوطن ذنب
ومغفرة لكل الأوزار
محمود درويش ..
المعذب الميتم مريض المشتهى
يداوي جرحه بأنا الأنا
يعد وطنه كما تشاء مفاتنه
ويحبس أنفاسه في كل مواجعه
زفيرها الأرض وشهيقها أحلامه
كجذع زيتون تغرس قصائده مقاصده
بطل أسطوري يتكمص وجها للزمان والمكان
ويعد جسدا تجوب روحه صدر غائبان
وباريس تشهد بلوفر البيان
ولدرويش اكتب بقلم شاعران
وجدارية الحنين تنحت بالوجدان
وعاشق من فلسطين تصلي بقبلتان
الدم معنى واللغز برهان ...
وهذا الوحي صار إنسان بإنسان
ميم الميتم المتمم لما مضى ...
حاء الحديقة حسرتان وحيرتان
وحب وعشق للوطنان بوطنان
سورية الأبحدية وفلسطينية الزمان
اليوم ابتعد بحضور شاعران ...
اليوم اغترب بقلب حبيبتان
اليوم أشهد بهذا البيان ...
لمحمود ونزار أنهم تؤامان
كلاهما عاشق ...
وكلاهما ذاكرة للنسيان والأوطان
وكلاهم ساروا على هدي الأشجان
وقصيدتهم رحلتهم ...
من زمن لأزمان
ومن مكان لمكان بقلب إنسان
مضوا وبقيت حواسهم واحساسهم
تدوي في نفوس الخلائق ...
البرق خاطف والصخر ثابت
ينحته الوقت على الجدران
وعلى خطاهم ورؤاهم في كل زمان
وأشهد أن وطني لا يحيا إلا بغربتان
وحبيبتي ستحبني أكثر ونحن غائبان
الحب ابتذال والوطن إنسان ...
جاب المنافي والموت منفى غريبان
شاعر مات وشاعر آتى في ذاكرة النسيان
بقلمي ...
أ.غسان حمدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق