الجمعة، 11 يونيو 2021

ثورة فنجان بقلم حسين المستيري

 ثورة فنجان


تسمّرتُ حين دعاني

من فوق المنضدة

فنجاني

" أنتَ، أَيُّهَا المتأرجح

بين السّعادة و الأحزان"

ويحي! أجننت من فرط الهوى

أم أصبت بالهذيان؟

"دع عنك حرقة انتظارها

و إليك قصة الفنجان"

***********د

في مقهى الموعد

أنا أكبر فنجان

من الشّفاه قبّلتُ

ما لا يحصى

و طُبِعتُ بشتّى الألوان

سمعتُ من الغزل

ما رقَّ له وجدي

من الشعر ما أشداني

بكيتُ مرّت عدّة

عذّبتني أحزاني

أسماء كلّ العاشقين

في ذاكرتي

خُطَّت بماء الورد و الزّعفران

لطالما باركت عشق

بني عُذرة

ودعوت لآل ربيعة

بالصفح والغفران

يتواعدون

بدعوى شرب قهوة

وبريق الشوق

في العينان

يحتسون من أضلعي

رحيقا مختوم سواده

بخِتمِ سليمان

ثمّ يغادرون و الأصابع

متشابكة

ما قابلوا الإحسان بالإحسان

وحيدا على المنضدة

تركوووووووني

بجوار منفضة الدّخان

أجترّ سوادي و ما دار بينهما

أتراني قصّرت

فتركاني؟

أحفظ عهدهم، و ينسونني

كأنّي ما كنت خليلهم

من ثوانٍ

يتغنّون باللّيل و القمر

بالورد، بالبحر، بالمطر....

وما أحسّوا يوما

بحر قة الفنجان


امضاء: حسن المستيري


تونس الخضراء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...