الأربعاء، 9 يونيو 2021

الفصل ‏الأخير ‏من ‏سفر ‏الرحيل ‏بقلم منصور ‏أبو ‏نضال

الفصل الأخير من سفر الرحيل

أنا وجهك في النهاية
أقف الآن وحدي
على حافة الجرف الهاري
أنت ورائي
وأمامي مداي الرحيب
وإني أحس بداية الانتكاس

أحاول الارتكاز
على غيمة الذكريات
آه وجهك لو يسعفني
يكن أهون على الروح
أن تسافر بأمان

أنا وجهك في النهاية
فلا تدعي وجهك
يأكله الحزن بعدي
واقف أتبعثر
مترددا بين عينيك
والسماء البعيدة
وهي تناديني

السماء تحتي
وأنا لا أثق بالاتجاه
قد أصعد إذ تدفعينني
وقد أهبط لو شددت يدي
إلى الزوايا العاتمة
التي تتردى فيها مراكبي حيرى

أنا وجهك في النهاية
فاقتحمي أي وجه
يعترض العمر بعدي
كل الوجوه سواء
حتى التي تبيع الصديد للجرح
حين ينفتح
حتى التي تبيع الملح للبحر
إذ يتملح
حتى التي يسافر بها البحر بجعا ميتا
بسواحل الجزائر

كل الوجوه بعد وجهي سواء
فامنحي نفسك
لحظة صدق شجاعة
لا تشدي يدي الآن
وقد وئد الحلم قبل الولادة
باطل ما تعملين
لا تشدي يدي
واعتقي ما تبقى لي
من الأمنيات البعيدة
أعاود: لا تشدّي يدي
وادفعيني إلى ضفة المستحيل
ادفعيني أشهد براءتك من دمي
أشهد براءتك من كل شيء
أكيد
حتى من وجهي هذا العنيد

ادفعيني لأهوى في سماء بعيدة
ادفعيني فوجهك بعضي
وجهك أغنية
ووجهي القصيدة

ادفعيني الآن
من يدري فقد أقع
وتقعين معي
في قافلة من وجوه جديدة
"منصور ابو نضال/تونس"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...