الأحد، 13 يونيو 2021

جدارية الأوقات بقلم غسان حمدي

 جدارية الأوقات :

أبصرت هذا الهوى 

والقلب هائم وغائم ...

يفتت في نبضي جهل الأحبة 

ويصرخ في دمي مجد الأعادي 

سقيم أنا بأنفاس المروءة 

والمتنبي يستقرأ غيابي 

هادئة حيرتي ..

وخوف يتبنى هزائم انتصاري 

وقيس يسعر في هواه دموع ناري 

نعست حواسي ...

بألم حسادها وعشاقها 

والمدن ساهرة على شرفاتي 

دمشق والقدس وعكا تنادي 

لي طفل يحب الربيع ...

ويرتع ويمرح في ماض أوقاتي 

لي صديق خزله الشيطان 

وخزلني في طول انتظاري 

لي زوجة تعد نومي ...

براحتيها وتعد طعامي 

وتحدق في قهوة أحلامي 

أبصرت في قلبي وجع الطريق 

والرفيق 

وعيون الموتى ترقب احتضاري 

لي بيت تعبت من حراسته 

ووبنيته لبنة لبنة...

بيد الله في اجتهادي 

لي طفلة حين أحدث صمتها 

واحدق في عيونها ...

أبصر ما مضى في الأتي 

جمال قلبها ووجها السماوي 

ولي إسم سماني فيه أبي 

ونعت فيه كل أحزاني وأوجاعي  

دهرا يأخذنا ويتركنا ...

ويتأملنا على طول الحياة  

أتعبتني يا بن شداد ...

في رحلتك الطويلة الثقيلة 

أتعبتني في عراك الأنا 

ومهر عبلة لا تثمنه قصيدة 

تجوب الصحاري والمهالك ...

وابن مالك يعلم الحقيقة 

سرت معك على أهازيج الموت 

رجعت أنت ...

ومازلت هناك اقتفي اثرا للغياب 

أكان الزير على حق؟ ...

أم كانت الحرب سراب 

اربعون عام مروا بعقرب الدم والوهم 

مروا في صريخ البكريين وأبناء العم 

مات كليب ...

ولم يكلك ملك الموت مهنته 

لترجع الروح من علاها إلى ثراها 

أتريد كليب حي؟ ...

وبالقتل لا يعود الموتى 

ولا عودة في منفى الأحبة 

أبصرت ما وراء البحر ...

سفن غارقة بمدافع المجد 

أشلاء في بطون الحوت 

صمت في قاع البحر ...

يوقف الزمان 

في ظلمات بسمارك 

وتايتنك الخلود 

غابوا وذابوا في ملح البحر 

لا مجد ولا هوية للغرقى 

حضارتكم ابتلعها البحر ...

وصار كبريائكم زبدا بمهب الريح 

من أين جاءوا وكيف ماتوا 

من هنا مرت البارجات والطائرات 

وقتلت الحروب ملايين الأحياء والأموات 

استراح ضمير هتلر ...

ضحايا تصرخ ومازال بالحرب ينادي ويزأر 

إسالوا الطرقات عن الألم 

إسالوا الدم كيف مزق العلم 

اسالوا الجنود كيف انزلقت القدم 

وهاجت أفكاري وأشعاري ...

ترثوا بالقلم العدم 

صرخة روسية تزج في روحي 

عدنا وغابوا في جليد ضلوعي 

وعلى أبواب موسكو يتراجع النازيين  

ماتوا بعد طول انتصار ...

 وأصبحوا أسرى ومهزومين 

امبراطوريات الهوى ...

وأوقات تودع بالرحيل خطى 

لن يصيب ولم يخطأ ...

فحظ ستالين دجى الأنا 

وهتلر سقيم العظمة ...

وسقيم  لا يعرف الرحمة 

والشيطان وعدهم بالقوة 

التاريخ لغز ومرآة الحاضرين 

يبصرون فيها ماض التراب 

يبصرون فيها...

 كل من حضر وكل ما غاب 

لم نختر شيئا ...

هي أدوارنا وأشعارنا 

وحكمتنا في قراءة الأحداث 

وتتبع الوقت في الخطى والأجداث 

أقنعة يرتديها القدر على وجوهنا

منهم قاده ومنهم الشعراء 

منهم سادة ومنهم الضعفاء 

أقوام تودع أقوام ...

قاتل ومقتول 

أعلام تنكس أعلام ...

منهم السائل والمسؤل 

أقلام تكمل أقلام 

منهم الجلي ومنهم المجهول 

إلى الأمام يا وقتي إلى الأمام 

الى سماء السلام يا موتي ...

إلى سماء السلام 

الى لغتي وهدوء الحمام 

تعبت من تاريخ كتب بالدم ...

وتعب صمتي على أعتاب الكلام 

لا خلد في فناء الوقت ...

لا خلد في لون العلم وعزة القلم 

فالمبصر موقن ...

اختصه الله بالإيمان والبيان 

ويعلم أنه مهما طال الزمان 

لابد من نهاية للأزمان 

فرفات العقول أشعار 

ورفات الأمبراطوريات 

بقايا الدمار في الدمار 

وغزل الشعراء رماد للنار 

لا خلد في قصدي ...

ولا خلد في هذا الإنتظار 

خلف الموت مجدي ...

وخلف الحياة جدار 

جنة الله عالية ...

تستحق الإنتظار 

ولا يدخلها إلا الأخيار 

طوبى للمذنبين 

وطوبى لهم بالإستغفار 

طوبى لكل من وقت وقت لحديثه 

ووقت نهاية لطريقه 

خلف الحياة حياة ...

يموت فيها الوقت 

وتحل القيود 

ويخرس فيها الموت ...

وتبقى في الخلود خلود 

اقرأ وتأمل ...

لا وقت للوقت 

وكل غائب سيعود 

فقط في جنة الخلود 

بقلمي ...

أ.غسان حمدي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

علمتنا غزة بقلم كريم كرية

  علمتنا  غزة كيف يكون الصبر على المصائب علمتنا  غزة ٱن الٱخ اليوم لم يعد سندا بل نحن في زمن العجائب علمتنا  غزة معنى الرجولة و لو كلفت ٱغلى...