تضحية في الخفاء
هناك جــزء مخفي من الصورة .. شيء آخــر غير ظاهر يتعين سبره وكشفه أمام الواقــع .. البطل أحيانا قد لايكون ذاك الذي يهوى حــريــة الإنسان ويعيش حراكا يوميا مع النضال .. يتلقى الدعم والتأييد من المقهورين الذين يتبرعون بقوتهم من أجل استمرار النبض النضالي ..
بــل يكون ذاك الذي رفض الانخــراط في الجموع التي تنشر الخراب و الدمــار والموت في كل مكان تطأه القــدم .. رفــض أن يلــوث يــديــه بدماء الأبرياء وقال بأنه لا يصلح لهذه المهمة .. فكان أن دفع حياته ثمنه لتخليه عن هذا الدور ..
وليكون السؤال المتسلل متمثلا في كيفية التعامل مع مثل هــذه الحــالـة .. هــل يمكن مقارنته مع ذلك الذي دفع حياته في مقاومة ما نتج عن تلك السياسات .. في حين أن هذا دفع حياته نظير ألا تنفذ هذه السياسات ولا يصل إلى حيث الآخر ليصنع منه بطلا ..
حقيــقـة أمــر محير ربما لأنه حدث في الواقــع .. والـواقع غــالبــا أغرب .. بل وأعــقـد من الخيال .. فالخيال يمكن معالجته بالخيال والذي لا يقف عند حــد .. أما أن تألو على نفسك تبني مشروع واقعي وقضية إنسانية .. فلسوف تـصـل لطـريق لا تستعـذب السـير فـيـه .. وفي نـفـس الوقت لا تـجـد مـنـاصـا عــنـه .
...................................
عمر عبود / ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق