مسرحية
الفصل الواحد
رجل الكنافة
ــــــــــــــــــــــــ
مسرحية
رجل الكنافة
تأليف
أحمد النجار
مصر
مسرحيتي مستوحاة من خبر كاذب قرأته في الفيس بوك في بوابة أخبار اليوم الكاذبة ......
يقول الخبر ..... رجل يحتفظ بـــ 111 مليون جنيه فرعوني طبعا أسفل مرتبة سريره ــ جريمة اكتشفتها الشرطة !
خبر مثل هذا في دولة كل بنوكها ربوية
جريمة عظمي بالتأكيد !!
فقد حرم الرجل تلك البنوك الربوية من استغلال ثروته .... طيب أزاي ؟!
حاضر كل شئ بأوانه ......
قررت تحويل الخبر إلي مسرحية هزلية !
تنفرج الستار عن خشبة المسرح .....
نشاهد الرجل أبو مليون جنيه ثم نشاهد هامان أفندي ، وبعده وزير المالية وبعدهم وزير الاستثمار ، وأخيرا نشاهد مولانا فرعون الإله .........
فرعون : هامان ... هامان ... هامان ..
الله يخرب بيتك يا هامان ...
هامان : أمر مولاي فرعون الإله .....
فرعون : كنت فين يا زفت الطين ...
هامان : كنت في قيلولة مولاي فرعون
فرعون : الله يخرب بيتك تنام والبلد
خربانة يا خنزير ...
هامان : خربانة أزاي يا مولاي
كله تمام مولاي ... البنوك
تقرض الشعب كله ، والشعب
فرحان قوي مولاي ....
فرعون : يعني إيه فرحان يا بغل !
هامان : يعني المسائل كلها سالكة يا
مولاي ، اللي عايز شقة تمليك
يشتريها بالقروض ، اللي عايز
عروسة ، يتزوج بالقروض ..
كل شئ بالقروض مولاي الإله
فرعون : يعني مش سمعت عن الرجل
أبو 111 مليون جنيه فرعوني
كان مداريهم تحت مرتبة
السرير يا بغل !!
هامان : نعم سمعت يا مولاي ،
واستدعيته ، ثم سألته ، قال أنا
حر !
فرعون : قال إيه يا عينيا ؟!
هامان : قال أنا حر !!
فرعون : لقد حرم هذا الرجل اقتصادنا
الربوي وبنوكنا الربوية من
استغلال ثروته !!
هامان : كيف مولاي ؟!
فرعون : لأنك حمار ، لن تفهم ما أقوله
استدع غدا الرجل ومعه
وزيري المالية والاستثمار ...
هامان : أمر مولاي فرعون الإله ....
في اليوم التالي مباشرة دخل الديوان الملكي
الفرعوني الرجل ابو ثروة 111 مليون جنيه ومعه وزير المالية ثم وزير الاستثمار ...
هامان : مولاي فرعون الإله بالخارج الرجل
أبو ثروة 111 مليون جنيه ومعه
الوزيرين ...
فرعون : حسنا ، دع الرجل يدخل وحده
رجل الكنافة : طوع أمرك مولاي فرعون
الإله ...
فرعون : ما مهنتك أيها المواطن ؟
رجل الكنافة : مهنتي هي صناعة الكنافة
مولاي فرعون الإله ...
فرعون : ماذا تقول ؟! هل تربح من الكنافة
111 مليون جنيه ؟!!!!!
رجل الكنافة : نعم مولاي .. وأكثر !
فرعون : اشرح لي كيف ذلك باختصار أيها
المواطن ....
رجل الكنافة : تعلم مولاي أن الكنافة موعدها
شهر رمضان المبارك فقط...
لكنني أصنعها طوال العام
بالطريقة البلدية ، وتطلبها مني
كل الفنادق السياحية و الحساب
بالعملة الصعبة الأمريكية !
هكذا استطعت تكوين ثروتي
في سكات تام !
حتي أهل بيتي لا يعرفون عن
ثروتي أي شئ !
فرعون : لماذا لم تضع ثروتك في بنوكنا
الربوية ، لكي تفيد وتستفيد ؟
رجل الكنافة : لأنك مولاي فرعون الإله
قلت بنفسك بنوك ربوية !
وأنا لا أريد أي فوائد علي
ثروتي ...
أريدها كما هي ، لذلك
احتفظت بها تحت مرتبة
السرير ، فلماذا تقبض عليّ
الشرطة الفرعونية ؟!!
هل أنا لص كي تقبضون عليّ؟
فرعون : لا أنت لست لص ، بل نحن
لصوص أوطاننا !
رجل الكنافة : عفوا مولاي فرعون الإله
أنتم رمز النزاهة والعفة
والشرف ، وأنا واثق من
عدالتكم أيها الإله .....
فرعون : هامان ... هامان ... هامان ...
هامان : في إيه بس مولاي ، سامعك والله
فرعون : اسمع أيها الخنزير ... أمر
فرعوني ... يتم إطلاق سراح
المواطن الشريف ، مع إهداؤه
عشرين خزينة من خزائن البنك
المركزي كي يصون فيها ثروته
بالطريقة التي يريدها ....
هامان : أمر مولاي فرعون الإله ...
فرعون : حسنا الآن ادخل وزير المالية فورا
وزير المالية : طوع أمرك سيدي ...
فرعون : يا سلام ... فين فرعون الإله ؟
لا جامد يا واد !!
طيب اسمع يا بتاع المالية قراراتي
يتم زيادة الفائدة علي أموال
المودين لديكم إلي 30 %
قرار ثاني ....
يتم منع القروض الربوية في جميع أنحاء
المملكة الفرعونية ،وبالذات قروض جمعيات
رجال الأعمال المستغلين في جميع مقاطعات
المملكة الفرعونية ....!
قرار ثالث
هدم مقرات جمعيات رجال الأعمال الفراعنة في كل المقاطعات الفرعونية ، وتجميد حساباتهم في كل البنوك الفرعونية ....!
قرار رابع
منح كل شباب الفراعين قروض حسنة من صندوق تحيا المملكة الفرعونية بدون حد أقصى ، ويقوم الشاب الفرعوني بسداد أقساطها علي 100 سنة ....!
قرار خامس
عزل وزير الاستثمار الفرعوني وتقديمه
لمحاكمة عاجلة ، لتقصيره في أداء واجبه
الوظيفي ....
قرار سادس
وضع كل البنوك الأجنبية الاستثمارية العاملة في المملكة تحت رقابة البنك المركزي الفرعوني ، ومراقبة كل تعاملاتها
الداخلية والخارجية .......
تحيا مولانا فرعون الإله .........
ـــــــــــــــــ يتم إسدال الستار ...............
طبعا تلك كلها أحلام وردية لن تتحقق أبدا حتي قيام الساعة ...
ذلك هو واقعنا الحلو الذي نعيشه ، وسنظل نعيشه حتى قيام الساعة !
وما دام واقعنا حلو فلماذا نعترض علي
سياسة مولانا فرعون الإله ؟
لن نعترض أبدا حتي قيام الساعة !
وسوف ينعم شعبنا الفرعوني في ظل
القروض الربوية حتي قيام الساعة ..!
والله الموفق والمستعان .........
أحمد النجار
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق