الخميس، 3 يونيو 2021

بلقيس ‏بقلم ‏أ.غسان ‏أحمدي

بلقيس :
في صورتك يختصر الصمت ...
معنى للحديث 
يعزل الروح عن تجاعيد الحنين 
ويأخذ البصر وراء دموعه وشموخه 
في صورتك تأويل للحياة 
ولغز الموت والخلود ...
ينتهي ود المرايا 
وتغريد المنايا 
في صورتك يقف البعث عاجز 
عن انتشال وقتك المبعثر ...
سواد الليل وخزلان العاشق ...
حلم داكن الريح 
عاصفة سوداء التمني 
خدود أثرية القبل ...
في عيونك تمثال للقتلى الفضوليين 
وتذكار لصمتك الرمادي بفرشاة الحضاريين 
في عيونك غابات للوجدان ...
كفن لجسد حنطه البيان 
في عيونك ...
صرخات تدوي بصدى الزمان 
وعلى كتفك يحط المكان 
في عيونك يستلقي الظل ...
ينتظر فوضى النور 
يعادي الرماد ويختبىء في الفؤاد 
في شفاهك ذكرى الكأس الأول ...
رحيق الشوق ...حرارة القبلة 
كرم النبيذ وعصارة النار 
في شفاهك كلمات يابسة وهامدة 
في شفاهك ماض الكلام ...
قصائد الغزل وكلمة حب عابثة 
في شفاهك صفة الحبيب الأول 
نداءه وخارطة اسمه المنفي ...
وراء سياج الأبجدية والأبدية 
في كفيك ينتظر الزمان ...
ليعانق وروده الزهرية 
ويصافح زرقة وبيضاء الأبدية 
في يديك فراغ الحضن ومنى الجسد 
شهوته الخالدة ....فنائه الأنيق 
وزفراته الساخنة ودوران الطريق 
وعلى شعرك يصبغ الليل ذكراه 
اتساعه الامتناهي ...
وصمته العالي العاجي 
وعلى رقبتك ذكرى لعقد الربيع 
زهور الياسمين وكريستال الصباح 
ماء السماء وفضة الموج ...
على رقبتك شعاع الموت الزمردي 
عنقاء لشبق الفرسان...
ومنارة تضيء العمر بمنارتان 
حاجب يدنو بوطن بين حاجبان 
ويعلم الرمش كيف يكون الحلم ...
وكيف يغفو في حر هجيران 
همدت الألوان في صوتك 
سكت الزمان في نفسك 
أبصر المكان بعينك 
اتسع الصدى يردد نشيد قلبك 
غابت الرؤى وتناثرت الخطى 
عادت بلقيس من وعدها ...
تفتش عن لغزها وظلها 
وترفع ثوبها تخشى بلل التمني 
وتخشى أن يتصدع وهمها بالظل 
عادت بلقيس ...
وفرت جيوش الروم 
وفر الربيع من فراشات الحنين 
يلقي بألوانه في مسودة الحبر القديمة 
عادت بلقيس ...
وانتصرت على الشيطان 
وغربت الشمس وأكمل الزمان 
فالحياة عقدة وحكمة عابدان 
وتستمر بوحي فنان...
فلا تقتلي الشعراء بهدوءك 
واطلقي بصرك صوب البيان 
واقرأي ما تيسر لك بعين روحك 
وحرري روحي من شبح وطنان 
صمتك وبصرك وحرفي سجين الزمان 
بقلمي ...
أ.غسان حمدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

خاطرتها والحياة بقلم عواطف فاضل الطائي

( خاطرتها والحياة) ما الذي نلته من الحياة وما جنيته؟ وتبقى تحتفظ بينبوع ذكرياتها كلوحة على غلاف كتابها وتغسل جرحها الغائر في الأعماق وتتساءل...