الأربعاء، 23 يونيو 2021

‏أبي ‏الغالي لن تنسى قلم أسماء ‏همام ‏احمد

أ(وشك العقد الثاني من رحيل ابي الغالي  علي التمام )
استيقظت اليوم وانا أشعر بضيق يخنقني وغصه في قلبي 
لا اعلم لماذا ؛
أمسكت بهاتفي أنظر إلي الساعة إذا بي أري التاريخ الحادي والعشرين من الشهر السادس الميلادي ؛
سمعت أنه عيد الأب مع أنه جديد علي أسماعنا قليلا...
لطالما اشتعل التلفاز ووسائل الإعلام بعيد الأم ولكن
ظهر عيد الأب فجأه  ومع ذلك لم يشعر به أحد مر علينا كأنه يوم عادي...
لم يحظي بذلك  الإهتمام الذي يحظي به عيد الأم ...
تساءلت حينها  لما هذا التجاهل  بالأباء وبكفاحهم الذي يبذلونه يوميا بصمت دون أن يشعروا أبناءهم بهذا العبئ وبتلك القوه علي التحمل والمثابرة والسعي 
الذي جعله الله تعالي في تكوينهم الجسمي والنفسي والعقلي 
وللذلك  جعل الله القيامه حق   للرجل علي المرأه
وبعيدا عن أي كلام إنشائي...
أريد أن اشاطر الجميع مشاعري تجاه أبي الغالي رحمه الله عليه؛
كانت عائلتنا جميلةوهادئة ينبعث من أصواتها الثقة التي
تملئ قلوبنا بالراحة والطمأنينة
 يحاوط منزلنا أسوار الأمان الحصينة
نضع رأسنا في كل ليله علي وسائدنا لانحمل هما علي عاتقنا 
فقد كانت كل متاعب الحياه تستر وراء حصننا المتين لانلقي  بالا لعثرات الزمن ولاتخبطات الدهر نستيقظ كل يوم ونحن في قمه الراحة والسعادة
لانعلم شيئا عن صراعات العالم الخارجي كل مانطلبه يأتينا بدون مشقه نتابع حياتنا كل يوم كأن لن نحزن أبدا لم نعرف للحزن طريق ،نذهب الي مدارسناكل يوم ونحن  نتباهي أمام زملاءنا بأمتعتنا وبثيابنا وبمقتنياتنا التي تأتينا علي طبق من ذهب ،كنا نمشي في طريقنا مرفوعي الرأس لم يتجرأ احدا قط  علي كسرنا ..وعندما نصل إلي منزلنا ونبدل ثيابناثم 
نلتف حول المائدة وننتظر وصول أبي بلهفه وشوق كما يلتهف الظمئان لشربه ماء؛
يحضر أبي بهيبته المعتاده ويجلس في منتصف المائدة نتناول الطعام بهدوء ونظام لامثيل لهما وعندما ننتهي من تناول الطعام  تبدأ سلسه حكايتنا و قصصنا الطفولية البريئة فيسمعها أبي بضحكات تنتشر في أرجاء المنزل تبعث فيه الفرحة والمحبة ..
وهو يكتم مافي قلبه من حزن وهم جراء مايعانيه في عمله 
يدخل المنزل وهو يحول تعابير وجهه الحزينه ويمسح عن كتفه متاعب الدنيا  لكي يسعد أبناءه ويفرحهم ..
يدغق علي بناته بالحنان والدلال والحزم أيضا حتي تستقيم العصاه لتربيه الفتيات 
ويعامل اابناءه بالحزم والشده  والمحبة لكي يشتد عود الصبي  ويتحمل المسئولية  ويصبح رجلا لاتكسره الحياه

وهناك الكثير والكثير من التفاصيل الجميله في حياتنا الماضيه التي كان أبي الغالي فيها..
حتي جاء اليوم الذي استيقظنا فيه ذات يوم وأختفت كل ذكرياتنا الجميله  ...
تحطم حصننا المتين وأنحني ظهرنا 
وذبلت أزهار قلوبنا واخترقتنا رياح الخوف والألم 
ذهب سندنا وأخذ معه كل شيئ جميل ا
أخذ معه حياه كامله وأصبحت  أيامنا متشابهه
تمتلئ قلوبنا بالحزن والأسي والخوف وعدم الأمان 
وسقط علينا جبال من الهموم والأعباء لم نري لها مثيل
لاننام يوما بدون ان نحمل هم الغد 
تقاسمنا الأوجاع والمتاعب 
وأصبح كل فرد منا يتولي مسئوليات كبيره 
تقاسمناها سويا واعمارنا لم تجاوز العقد والعقدين 
وحتي بعد ان كبرنا بمساعدةأمي وكفاحها وبعد كل تلك السنين مازالت تلك الغصة من فقدانك ياابي تمتلك قلوبنا 
 فغياب الأب يترك أثرا لايمحي حتي وإن طال الزمان فهنيئا لمن ظل أباه علي قيد الحياة. 
#ابي الغالي لن تنسي
بقلم أسماء همام احمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

الصّراع المفتوح و الشّرق المذبوح بقلم وديع القس

الصّراع المفتوح ..و الشّرق المذبوح..!!.؟ شعر / وديع القس / منذُ الخليقة ِ في الأموالِ شيطانِ والإنسُ سيَّدهُ كالربِّ سلطانِ / وشهوةُ الشرِّ ...