الأحد، 4 يوليو 2021

أسفار الشوف بقلم عمر عبود

 أسفار الشوق

سافر من جديد صوب أعماقها المعقود على نواصيها العشق الفريد ..

 هناك حيث الجنان والأنهار من الفيوض الجارية .. 

والروابي الخضر الزاهرة .. 

حين يعزف الناي بيد الراعي : هنا هنا المرعى .. هنا الأغنام منسابة .. 

يحكي عن قصة العشق تلك التي عرفتها الروايات القديمة 

وكانت سببا في مأساة أبطالها الأليمة .. 

خاصة حينما يكون ختامها : وما تنفك عفراء عليه جد غلاّبا ..

 فيعلن آنذاك عن  انفلات المشاعر 

وطفح الكيل الحسي وفيضان النهر الوجدي .. 

وتتبدل فصول الدنيا .. 

تتلبد الغيوم في كبد السماء .. 

وتهطل منها بعض القطرات .. 

يهدي منها رشفة غيم  للحزن شجي.. 

ويشكو بثه جراء العشق الذي نخر وجدانه وأتى على جنانه ..

 ثم يداعب ريشته سابغا عليها سمة اللعب بالجوانح .. 

لكن ساقي الورد وجد نفسه وقد احمرت وجنتاه .. 

كان الورد يعاتب هذا الساقي

 على التقتير من خلال أنبوب التقطير !..

 فقد كان هذا الساقي يغدق الماء على هذه الورود التي تتراقص

 في بستانها وتتمايل جدائلها مع قطرات الماء المتناثرة 

في جداول متداخلة تفيض على بعضها 

وتجود بما زاد من خيرها على غيرها .. 

فهكذا الحب صار مقطّرا .. 

فما عاد يشفي ولا يضني ..

 هناك تشد الرحال إلى بلد الأقحوان .. 

يستنشق عبير التاريخ ويغازل الممالك الغابرة .. 

حضرموت تكسو القلب فرحة .. 

وتغمر الروح صفوة 

تجعله يتشح بإحساس أنه من متساكني هذا الوادي

 منذ تلك الأزمان .. 

وترسم حينها لوحة مناجاة في شكل مناغاة 

 لأطياف ذلك الزمن المغشّى بالشوق المكتنز بالحنين ..

 فيعبر منها طيف يختبئ بين حبات البرد ..

 ليعلن الخطر المحدق بروافد الفكـر .. 

حين راودته أفكار بالسفر ..

 في لحـظة نجوى وعِـبر .. 

خـطرت بينه وبين قصيدة أفكار متلاطمة .. 

ذاك يرمي والآخر يلتقط .. 

هذا يصد وذاك يرد .. 

حتى كان الموعد مع النورس الذي يغطي الأفق 

ساعة يميل قرص الشمس .. 

فتلوح فينوس مودّعة عشاقها 

وواعدة إياهم باللقاء على ضفاف القمر .. 

فيما الأهاليل تهل بـغيم مقل .. 

حـاملا معه شكوى في الأوهـام التي عصفت به ..

     ...........................................

عمر عبود / ليبيا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

‏بنك القلوب بقلم ليلا حيدر

‏بنك القلوب بقلمي ليلا حيدر  ‏رحت بنك القلوب اشتري قلب ‏بدل قلبي المصاب  ‏من الصدمات ولما وصلت على المستشفى  ‏رحت الاستعلامات ‏عطوني ورقة أم...