عيد ..يا عيد
بقلم : ثروت مكايد
ويذكرنا العيد إذ عادتنا النسيان أن طاعة الله لا مجال فيها لاختيار فأنت لست حرا مادمت أعلنت عن عبوديتك لله في أن تطيع أو تعصى ، ولست حرا بحيث تختار من ألوان الطاعات ما يحلو لك أو ما تجد فيه مصلحة لك فإذا غابت المصلحة أو غاب الهوى فأنت بعيد بل في الجانب المقابل وكأنك ند لله تعالى ...
فما دمت قد اخترت فالزم ..
لا أحد يجبرك على القبول ..
بحريتك أقبل فإذا جئت فالزم وإلا كنت تهرج وتهزل ..
ويبدو في العيد هذا الموقف جليا كي نعتبر وما أكثر العبر من العيد وفيه فإبراهيم خليل الرحمن وأبو الأنبياء ومن رفع بناء الكعبة وأذن في الناس ...
إنه إنسان عظيم بما لا نتصوره نحن ومع هذا فهو عبد يقف عند حده ويلتزم ما تلزم به العبودية لله العظيم ..
هنا نتعلم الدرس الذي تمثله خليل الرحمن إذ أمره الله بذبح ابنه البكر والذي جاء من بعد عقم وبعد أن بلغ خليل الرحمن من الكبر ما بلغ ...
فماذا يفعل إبراهيم ؟ ..
إنه لا خيار له مادام قد أسلم ..
وحين يرى الله منا الإخلاص والاتباع يجازينا بحسن الجزاء ..
ويأتي الفداء من السماء ..
مادمت قد صدقت وأقبلت فخذ من عطاء الربوبية ما يجعلك آية في العالمين ويأتي العيد يذكرنا بهذا الموقف العظيم لنستلهمه ولنكن بحق عبيدا لله حتى نتحرر من عبودية الهوى والنفس والعقل إذا غوى .
تم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق