الجمعة، 9 يوليو 2021

السيارة المجهولة بقلم رشاد علي محمود

 "السيارة المجهولة"


إزدادت عليه الضغوط؛ تولد لديه كره شديد؛ بعض من يضغطون عليه ويستغلوا طيبته وبعض الصفات الأخرى كالتسامح والنبل؛ عانى كثيراً سخر منه أحدهم متهماً أياه بأنه يمتلك رصيدا أكثر من اللازم من العاطفة؛ يحاول جاهداً ان يظل نبيلاً يتحاشى الظلم كثيراً؛ بل أنه يمقته؛ ومقته للظالمين أشد؛ دائماً ما يُؤنب على قولة الحق بل وفي أكثر الأوقات يعاقب عليها في صور بغيضة ومتعددة ؛ شعر بالغبن الشديد تأكد أن هدا العالم منافق وإن إدعى غير ذلك؛ تذكر عندما ذهب إلى أحد الحوانيت الكبيرة والتي تسمى (بمحلات الجملة) وكان يسبقه في الإبتياع رجل تبدو عليه علامات البساطة بل وإن شئت الفقر؛ أخبر البائع بأنه يريد بعض الأشياء لكي يدعم به حانوته الصغير (احد أكشاك البيع المنتشرة على الطرقات) وما أن هم البأئع ليستعلم عما يريده الرجل إلا وتوقفت سيارة من السيارات الفارهة فترك البائع الرجل البسيط وهتف مهللاً بأشد عبارات المديح والترحيب بالرجل الذي تدلى من السيارة؛  وسأله عما يلزمه اليوم من بضاعة فانخرطا سوياً في حصر ما يريده الرجل وكان يسرع بإحضار الشيء تلو الأخر ونسي أمر الرجل البسيط تماماً ؛ يومها أدرك المعنى الحقيقي للنفاق فهذا العالم لايدعم الفقير بل يدعم الغني ولا يهتم بالإنسان البسيط لأنه في أبسط أدبيات التعريف هو من يحتاج للإهتمام والمساعدة وليس صاحب الجاه؛ ويومها تذكر أيضاً وإن لم يكن نسي مطلقاً من سخروا منه أو قهروه أو حتى تحاملوا عليه؛ فقد قرر الإنتقام؛ رتب خطته؛ أجاد دهان السيارات؛ وجمع عناوين من أرهقوه نفسيا؛ كان عددهم عشرون شخصية؛ بما يعني خليط من الرجال والنساء؛ كان يراقب ضحاياه ويختار مرورهم في اماكن تكاد تكون فارغة وليست بها كاميرات تصوير؛ كان يدخل على الضحية بأقصى غل بما يعني أقصى سرعة؛ في ثواني معدودة تتحول الضحية لا إلى متوفى أو متوفية بل إلى أشلاء؛ يسرع إلى مكان ما فيعيد طلاء السيارة بما فيها الأرقام؛ أوشك على إنجاز مهمته لم يتبق سوى آخر ضحية له وهو الضحية رقم العشرون؛ ويعود إلى سكنه والذي يقيم فيه بمفرده لكي يحتفل وكان قد أعد شرابا من العرق سوس والذي كان يعشقه؛ وما ان لمح ضحيته وانطلق كالسهم فقد كان يكرهه كثيراً فاختلت عجلة القيادة للمح البصر وانقلبت السيارة في اللحظة التي كان بين السيارة والضحية عدة أمتار؛ فزع من كان سيصبح ترتيبه رقم  العشرون في عدد الضحايا؛ من مشهد السيارة المفزع وراس قائدها والتي قفزت بجواره تماماً وياللعجب برغم الدماء التي تغطيها إلا أنه شعر بأن العينين تحملقان في وجهه؛؛؛

قصة قصيرة؛؛ _ بقلم القاص والشاعر رشاد على محمود



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...