ست أمها
توسدت ذراعيه ثم أغمضت عينيها وتبعثر شعرها على كتغيه ، أخذت نفساً عميقاً، شعرت باﻷمان والراحة .
وضع يده على كتفها ثم أسدلها لتمسك بمعصمها الدقيق واقتادها إلى غرفة أخرى .
فتح الباب وأشار لها بيده منحنيا كي تدخل .ابتسمت بفرح غامر لحركته التي جعلتها تشعر بأنها أميرة وأنه فارسها النبيل .
اتسعت ابتسامتها حين شاهدت الغرفة مضاءة
بالشموع الملونة ..اﻷحمر واﻷخضر واﻷصفر ..وشموع مائية بلون ذهبي تطوف فوق آنية من الخزف الصيني المملوءة بماء الورد الذي تعبق رائحته في كل مكان .
فتخ لها باب الخزانة ليريها أصناف اﻷلبسة المزركشة والمتنوعة بين المخمل والحرير التي اختارها بعناية فائقة لتناسب مقاسها .
وأبهرتها صنوف العطورات الثمينه المصغوفة بأناقة على الرف العلوي ..تناول إحداها ورش رفبتها وصدرها .فسرت البرودة المنعشة مسام جلدها اﻷبيض الرقيق .
وحانت لحظة الذروة حين فتح علبة فارهة وأخذ يلبسها القلادة الماسية لتزين عنقها الطويل ، واﻷسوارة المتلالئة وأخيرا الخاتم الذي نقش عليه حرفيهما .
ومالت برأسها ليضع على أذنها القرط الطويل اللامع .
لكنها ابتعدت عنه مؤنبة إياه ( أنت تؤلمني ).
واستيقظت لتجد أمها تشدها من أذنها ؛
-أنهضي يا ست أمها ،أذن الظهر وﻻزلت نائمة.
بقلمي حسن بابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق