السبت، 28 أغسطس 2021

قراءة أدبية في قصة رسالة من نور للكاتبة أمل شيخموس بقلم الأستاذ عزالدين شافي

 الأستاذ الأديب والناقد المتميز Azeddine Chafi / المغرب 

 في قراءة نقدية في الكتابة القصصية لأمل شيخموس / سوريا . . .

جمالية الطبيعة واللون في قصة "رسالة من نور "


تعتمد الكتابة القصصية على جملة من المقومات الفنية من جملتها السرد والوصف والحوار والشخصيات واللغة والأسلوب .. وتنقسم الكتابة السردية إلى نوعين مختلفين 


") كتابة سردية تقليدية تعتمد على رصد الواقعة وتتبع مسار الحكي وأفعال الشخصيات بلغة تقريرية واقعية تعكس ما هو موجود في الحياة والمجتمع . . 


*كتابة سردية شعرية لا تتقيد بضوابط السرد التقليدي ،بل هي كتابة قريبة من الشعر والخاطرة الأدبية ...ولا تتقيد بضوابط الجنس الأدبي بصرامة ..


النمط الثاني يتميز بجمالية تعبيرية إيحائية ورمزية تربك القاريء وتحفزه على التأمل العميق في دلالات السرد والمكان والشخصية ...وهو ما يمكن لنا رصده من خلال قصة 


تسعى "أمل شيخموس" إلى التحرر من نمط السرد التقليدي التتابعي والشخصيات الواقعية ...فسردها للأحداث يعتمد على السرد المجازي الإيحائي البليغ ...ويتجلى لنا ذلك في مجموعة من الخصائص والمميزات الفنية التي تم توظيفها في قصة "رسالة من نور" ...


اعتمدت "أمل شيخموس" في هذه القصة على الحلم والهروب من واقع أفسدته القوى الظلامية ولوثته سموم البشرية التي تكره الحياة الجميلة ...وفي هذه القصة تحاول أن تقوم بتشكيل واقع  إنساني جديد تتجلى فيه كل قيم الفضيلة والصفاء الأخلاقي و كأنها ترسم للقاريء لوحة جميلة بألوان مختلفة تتجلى فيها الطبيعة الهادئة بأشجارهاوأنهارها وبساتينها الفيحاء وأزهارها وورودها ومياهها العذبة وألوانها الزاهية وأضوائها المنيرة التي تشع في أرجاء هذا المكان السماوي العلوي عالم الصفاء الروحي ...ويمكن اعتبار توظيف الطبيعة الصامتة والصائتة في هذه القصة تعبيراضمنيا وإيحائيا عن هروبها الاضطراري  من واقع الدمار والخراب والحروب وسفك الدماء والانتقال إلى العالم العلوي الذي ترتاح فيه الروح التواقة إلى الحب والجمال  من أحزان وآلام الواقع الجريح

                                              🌸

قصة للكاتبة أمل شيخموس 

بعنوان ☆

رسالة من نور ✨

تعصبُ عينيها بمنديلها الوردي الرقيق كما الجوري

تتسرب في حالة حلم يتلاشى الواقع ،  عالمها مزروعٌ بالأشجار والورود ، حصانها الأبيض ذو الجناحين البرتقاليين يقتربُ منها تتلمسهُ بهدوءٍ وإحساسٍ يغمر الكون بالضياء ، تسترسلُ عبر الشمس تغربُ وإياها تذوبُ بين ذراعي حبيبها كقطعة سُكَر " غزل البنات " حيثُ الرسوم على الجدران تشي بصورتها عند شروده بها غير مقتنعٍ بزوجته يحلمُ بها إنَّها أنثى البنفسج والبرتقال يحملها  كالملكة مثل الزمردة خائفاً أن تندثر من بين يديه  كما آدم وحواء تلك التي تتزين بالقلادات الذهبية ترنو إلى الفراشات كيف تحط على الأزهار كما هي ، يغربان معاً ليلجا أقماراً وأكواناً عسلية ، قلوب وقطع شوكولاتة وحبٌ أبدي رغم القيود والأسوار لايرى الرماد بل يُشرق كل صباحٍ ومساء ، يراها بلون الطبيعة متجددة متعددة النكهات والعطور ، تتلمسُ جسدها الأملس شفتيها الكرزيتين تفكُ العُصاب عن مقلتيها استردت ذاتها أنَّ كل هذا لن يحصل إلا في الجنة وأنهما كانا قلبان يلتقيان عند شاطئ الأمان " حبها بطلها الحارس " بيد أن القوى الظلامية أفسدت كل شيء أحالته إلى مستحيل وأن السماء لن تكتسي باللون الوردي والليلكي وأن الشمعة التي أضاءت الأفق : تعالي كل شيء هنا محقق لم تكن إلا بنات أفكارها وشرودها عن الواقع جراءَ الضغط الذي مُورِسَ عليها كأنثى لم يمنحها حتى تقرير مصيرها


قصة بقلم الكاتبة 

أمل شيخموس




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

تَبْكي العقيدةُ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

تَبْكي العقيدةُ أمْستْ مُدَوّنةُ الإلْحادِ إصْلاحا  والجَهْل عَسْعَسَ بالظّلْماءِ طَوّاحا  والدّينُ حَرّفَهُ الأوْغادُ عنْ عَمَدٍ فأصْبَحَ ا...