الثلاثاء، 10 أغسطس 2021

هناك بقلم راوية شعيبي

 هناك …

بين دفتي البلل و الغرق

طائر يجازف بجناحيه

لأجل السفر بحرا …

باحثا عن قبلة تفقد الشراع

عذر الرجوع إلى الموانئ

راجيا الزمن أن يوقف عقاربه

على إيقاع فرح مائي …

فيغدو في قبضة الثواني البحرية …

متحررا من جرح الرمال…

هناك …

يزرع الملح لونه

في ذاكرة السمك …

لتنسى ثأر موتها

و تعود مشتاقة لقاتلها …

في هذه الطاولة الزرقاء المستديرة

يجلس الليل شاعرا ببكاء المنارات

يتلو غبطة القناديل المستوحاة من مدامع البروق …

يمرر أصابعه على الخصلات المتجعدة

يشعل الكبرياء

يدخن الصمت

يغازل الصخور التي يرتطم بعنادها كف النسيان …

و ينسحب من حربه الخاسرة

بكسر حدود المدى

الليل سيد المنام …

تنام عينه حين تهدأ النوارس عن طلب اللجوء

و يسترجع أميالا من مساحته المشطوبة

فيستلقي على فراشه المائي …

مرددا النشيد و ممجدا الثوب الحريري

للبحر الذي كشف صدره لتطعنه السفن الراحلة

امتد على رقعة المأساة

ليضيء درب المنهزمين في خريطة مجروحة …

خال هو من الطرقات

و ضجيج المباني الميتة

من مراوغات الأعمدة

و المنعطفات الضائعة

من خطى الوعود المزيفة

و أصفاد الذكريات الناعمة

هنا في ذاكرتي …

تمر الحروف غائمة

لتشاطر الموج المتكاسل

رقصة على صوت الهدير…

يبادلها الخطوات حين تقترب

و في البعد…

تذهب مبللة بحركاته …

يحملها على عنق الزبد

لتلقي بأوجاعها في مهملات الشواطئ

و تعوده بشغف الشعر للعوم …

علّ تجاويف سطوره تكتبها غرقا مشتهى

راوية شعيبي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...