هكذا أخلد إلى بطلة روايتي وداد ، أسكنها و أسكب معها قلباً وقالباً جم الاندلاع ، تنفصل الأشياء من حولي وتتناثر حيث ادلف إلى متاهة الرواية بأول مشهد ارسمه :
اعتليت سطح الدار ، و إذا بطيفِ " وحش الشاشة " يتراءى لي في عتمة الظلام ، فهو دائم التسمر في مكانه يرصد تحركاتي . ما إن التقت عيناي به حتى رددتُ بصري على عجل أنزع اللقاطات الخشبية عن الثياب . إنه يدنو من بيتنا كي تتوضّح له الرؤية .. تجاهلته كل التجاهل ، وما إن أبصرتُ جارنا أبا رمزي يتجاوز الطريق عائداً من العمل ، حتى جلست القرفصاء تحت حبل الغسيل مباشرةً لا أحرِّك ساكناً مرددةً : متى سأتخلص من هذا أيضاً ... إنه يراقبني منذ زمن ولم يسأم بعد .. لمن أشكوه ؟ . أنا شديدة الحرص على نقاء سمعتي ، فمن حسن حظّه أنه استأجر محلاً يقابل منزلنا ، لكنّني واثقة أن الناس يلحظون نظراته البلهاء إلى سطحنا أواه . . إنه مأزق عسير متى سأنتهي منه ؟ لا أدري . . . رفعت قامتي معتدلة وهويت على الثياب أنزلها بسرعة كهربائية . . فيما بقي متسمراً هناك كما هو الحال دائماً !
الصحفة الثالثة من رواية ( ابنة الشمس )
للكاتبة أمل شيخموس
☆☆☆ ✨ ☆☆☆ ✨ ☆☆☆
لقد ضقت ذرعاً به وبمواقفه المتكررة . . آه . . كيف سأترجل ؟ سيوجّه نيران عينيه إليّ ليحرقني من جديد . . رفعت رأسي وغضضت بصري ، ثم هبطت من الدرج ، و لم يفوّت المشهد ولا سيما أنه كان قد حرم من رؤيتي مدة زيارتي لجدتي ، دلفت الحجرة ، وركنتُ الثياب النظيفة تاركةً أخواتي لمشاحناتهنَّ الطفولية . انتحيت جانباً . . وأنا أتأمل ما يجري لي من مواقف مُغلفة بغموض قصي عن نفسي الواضحة المعالم ذات الشرفات المتلهفة لأنفاس الحياة . لا يزال قلبي يقرع بعنف :
أيحبني أم أنه أدمن مراقبتي ؟ إنه لا يتكلف مشقة ملاحقتي بنظراته التائهة ( بالنسبة له ) النافذة إلى ذاتي . .
لم أشعره مرة أني ألحظه . .
لم يكن كبريائي يسمح لي بذلك .. إنه شيء أقوى مني يمنعني من الجري اللاهث وراء شبان لا أعرف كيف ستؤول علاقتي بهم . . طاقة الإيمان والكرامة أقوى من عاطفتي الجياشة . رصدني شبان كثر وبنَهمٍ بيد أنَّهم لم يبلغوا درجة أن أكون شغلهم الشاغل . لا أدري لماذا ينتابني شعور بأنه ربما يكون غبياً ، أو لا يملك الجرأة ،
الصفحة الرابعة من رواية
ابنة الشمس*
للكاتبة أمل شيخموس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق