جَيْـش الحشَرَاتِ ... (من ذكرياتي أثناء إعارة في بلد عربيّ)
جَيْـشٌ مِن الحشَرَاتِ هَـاجَمَنِي العِشَا
وَأنَا الـذِي جِئْتُ الـغَـدَاةَ مُـسَـلّـِمَــا
لَـمْ يُـبْـقِ في بَـدَنِي الــمُـعَـنَّى بُــقْـعَةً
إلَّا وَأَشْـبَـــعَـــهـا أذًى وتَـــأَلُّـمَـــــا
لَـمْ يَرْعَ حَـقَّ الضَّيْـفِ في إكْـرَامِهِ
بِاللّسْعِ ،لا بالثَّـاغِـيَـاتِ تَكَــرَّمَـا.
طَيَـرَانُـهُ سِـرْبُ البَـعُوضِ مُطَنِّنًا
ومُقَنْبِلًا في الـجِسْمِ لَسْعًا مُؤْلِـمَا.
مَا أَنْ خَبـتْ غَـارَاتُـهُ حَتَّى أتَى
سِرْبُ الذُّبَابِ أَشَدَّ مِنْهُ وأَعْظَمَا
لـمْ يُـرْضِـهِ أنِّي سَـألْـتُـهُـمَا مَـعًـا
حُسْنَ الجِوَارِ، فَمَا بِرَأْيِـيَ سَلَّـمَـا
بَلْ أَخْبَرَا "الدّبَّـابَ"ضَعْفَ مَوَاقِعِي
فَـأتَـى بِـلَيْلٍ دَاحِــسٍ وتَـقَـدَّمــَــا
فَـذُهِلْتُ وارْتَعَدَتْ جَـمِيعُ فَرَائِصِي
وتَغَـلَّقَتْ كُـلُّ الـمَنَـافِـذِ عِـنْـدَمَـــا
ظَهرَتْ "جَنَازِيرُ" العَقَارِبِ، لَيْلَـةً،
في غَـارَةٍ، حُـمَّ الـقَـضـَـاءُ وأُبْـرِمَـا.
فَعَـرَفْتُ أَنَّ العُمْـرَ رَهْـنُ إشَـارَةِ
وهَرَعْتُ للرَّحْـمَانِ بَـرًّا مُسْلِــمَـا
أرْجُوهُ رَحْـمَتَـهُ الّتي قد أُسْبِغَتْ
مُتَـوَسِّلًا بالـمُصْطَفَى أَنْ أُرْحَـمَـا
ولَزِمْتُ بَيْـتِي، والـحَرَارَةُ شِدَّةٌ،
لَكِنْ تَصِيـرُ مَعَ البَـلِيَّـةِ أرْحَـمَــا
فَالسِّـجْنُ ، في قَيْـظٍ بِغُرْفـةِ مَنْزِلِي،
خَيْـرٌ، لَدَيَّ، من المَـمَـاتِ مُسَـمَّـمَا.
حمدان حمّودة الوصيّف.
خواطر: ديوان الجدّ والهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق