مسرحية
من أجلك
عبد الصاحب إ أميري
*
شخوص المسرحيّة
القادم - شابّ في الثّانيّة والعشرين
المجموعة، ستّة شبَّان يرتدون الأكفان
صوت رجل عابر
السّائق
صوت الأم - أم الشاب
القطة
*******
مكان مظلم، لا نلحظ فيه شيئا، عدا أضواء سيارات تظهر بين حين وآخر، يبدو أنّ المكان معزول إلى حدّ ما
صوت رجل يسمع من خارج الكادر
الصّوت - إنّه مكان بعيد عن المدينة ومحروم من كلّ وسائل الرّاحة
لا أدري كيف أقنع زوجتي
لولا ضائقة اليّد لما أتيت. أنا مجبر
(الصّوت ينخفض تدريجيا مع أصوات الأقدام ، يطبق الصمت على المكان من جديد
صوت صرير فأر يكسّر حاجز الصّمت، صوت فتح باب الغرفة
(الواقعة على الجانب الأيمن من المنصّة، يتبعها صوت صرير الفأر ينقطع
نسيم عليل يداعب أوراقا على جدران الغرفة ،
ومواء قطة تلهث مسرعة، تدخل المكان تبحث عن فريسة،
يعلو صوتها، تقلّب بعض الأشياء المتناثرة على سطح الأرض ، تكشف مكان الفأر، أصوات مطاردة بين القطة والفأر، يتركان المكان
صوت سيارة تقف عند الباب ، حركة فتح باب السيّارة
السّائق :هذا هو المنزل، متروك منذ سنوات،
إنّه لإبن عمّي شوكت ، كان ملاحقا، قضى فية عامّا، حتّى تمكّن من اللّجوء خارج البلاد
القادم - هاجر
السّائق:الظروف خدمته، سترى على جدران الغرفة لوحات عديدة تعود إليه، يتوسّل لارسلها له،امسح عنها الغبار إن أمكن
القادم - أنت مطمئن، أنه آمن
السّائق : لا تقلق آمن ، لايعرف أحد بمكانه إلاّ الشيطان
القادم : توكلت على الله
السّائق : خذ هذا المصباح اليدويّ
وغيّر مصباح الغرفة، في زيارتي الأخيرة كان عاطبا
القادم :شكرا
يمكنك أستعمال الهاتف
لا تتّصل بأيّ كان ، إلاّ إذا كان الأمر حياتيّا، الخطّ مراقب
إذا رنّ مرتين وانقطع ارفع السّماعة
في المرحلة الثّالثة، فهمت في المرحلة الثّالثة
القادم : شكراََ
السّائق: ليس من الصالح أن أبقى أكثر من هذا ، كن حذراََ
صوت حركة السّيارة
أصوات اقدام تتحرّك صوب المكان
صوت حركةمفتاح ، ونور مصباح
الصّوت الأوّل (بهمس) القادم أتى
الصّوت الثّاني -(بهمس) نرحب به يا سيّدي
الصّوت الثّالث منه-(يشير بيده علامة السّكوت) اس
(بهمس) ليس الآن، في وقته
نعم
( أصوات أقدام القادم تسمع من مؤخّرة المنصّة، ما. إن يظهر، يمرّ. الفأر من بين قدمية، يختل توازنه، يكاد يقع، يهجم القطّ نحو الفأر، يرتبك القادم، يقع على الأرض
مصباحه يقع من يدة، يغلبه الخوف يزحف نحو المصباح، تتلوّث ملابسه بأثر الغبار المتراكم على أرض الغرفة
يحمل المصباح
يكشف بمصباحه على المكان ، جدران الغرفة، رسوم تبدو أغلبها في موضوع المقاومة، رجال يحملون على اكتافهم جنازة شهيد، يهتفون،
رجل آخر يحمل بيدة جثّة ابنه الملطّخة بالدّماء، مبتسم الوجه، تبدو آثار الغضب في وجه الأب،
اللّوحات لها توقيع واحد خيوط العنكبوت عشعشت عليها
القادم-(يتمم)
كما قال السّائق : أشعر وكأني قد رأيت هؤلاء بالفعل
كم كبير هذا الرّسام، جسّد الشّخوص وكأنّهم أحياء
( سرير خشبي على جانب عليه قاذورات، منضدة عليها كتب وأوراق، تركت على حالها منذ زمن ، يكشف المصباح عن مصباح كهربائي معلّق وسط الغرفة، يفتح القادم حقيبته الصّغيرة يخرج منها مصباحا ويحاول تغيير المصباح المستهلك تنار الغرفة
ونلحظ القادم، شاب في الثّانيّة والعشرين من عمرة، يتأوّه)
-لم أفكر يوماََ أنّني يجب أن أختفي عن الأنظار هنا
صوت الأم : كنت أعلم يا قرة عيني
القادم-صوت أمي، بدأت أهذي
يرنّ الهاتف ، رنّتين و ينقطع
يسرع القادم بالبحث عن الهاتف
يرنّ من جديد للمرّة الثّانيّة
يقلّب الأثاث بحثا عن الهاتف ويبدو القلق والخوف على وجه
ينقطع الرّنين
القادم - (يصرخ بحدّة)
أين الهاتف أنا أكره هذه اللّعبة،
أنا لست صبيّا
المجموعة-تحت المنضدة، خلف الصّحف
القادم : (خائفا)
أنتم من جديد
يرنّ الهاتف، يسرع للمكان، تحت المنضدة، يرفع الصّحف عنها يرفع سمّاعة الهاتف
صوت الهاتف - لم تلهث
القادم - البيت فيه أشباح
صوت الهاتف - إنّهم الأحباب،
أردت أن أقول لك لا تترك البيت، يكلّفك غاليّا
القادم : قد لا أستطيع، الوضع هنا مريب، تسكنه الأشباح
صوت الهاتف: ) لم اعهدك ضعيفا
القادم::من هؤلاء الّذين يثرثرون
صوت الهاتف - لا أحد يثرثر
القادم :" جنّ جنوني
صوت الهاتف - لا
لا يمكنك أن تخرج، الباب مغلق
ينقطع الإتّصال
القادم يصرخ بالهاتف، لا تقطع الإتّصال، ارجع لتعود بي إلى مكان آمن بحقّ وحقيقة
هل ولدت لأكون شريداََ،
مقبوراََ في هذا المكان
لا واللّه، لا
لم أتعلّم هذا في مكتبي
لم أكتب مثل هذا في أشعاري
أين أفكاري
أنا من داعبت العقول
أدفن عقلي
أ دفنها هنا من أجل من
من أجل الحياة
اشتري الذلّ بها
لا وألف لا
المجموعة - لا وألف لا
لا تفعل
يرتبك القادم ينظر يمينا وشمالا يبحث عن منبع الصّوت
القادم : (غير مصدق)
كأني سمعت صوتا،.
أشباح هنا
ام موتى، دفنوهم أحياءََ
أم ماذا
أماه جنّ ولدك، جنّ
المجموعة - لاتخف كن قويّا، نحن
معك
يدور القادم حول نفسه مذهولاََ، وهو يصرخ، لا أطيق اللّعب معي،
ارسلوني هنا لأفقد عقلي
لأنكر المقاومة، أم ماذا؟
المجموعة : لا هذا ولا ذاك
هل ولدت لأكون مشرّدا
جباناََ
عميلاََ
لا لم تلدني أمّي لهذا الغرض
لن تلدني لأ كون
مقبوراََ في هذا المكان
لا والله، لا
لم أتعلّم هذا في مكتبي
لم أكتب مثل هذا في أشعاري
أين أفكاري
ادفن عقلي
أ دفنها هنا من أجل منّ
من أجل الحياة،
لا وألف لا
المجموعة - لا وألف لا
لا تفعل
يرتبك القادم من جديد يبحث عن منبع الصّوت
القادم : (غير مصدق)
كأنّي سمعت صوتاََ،من جديد
أشباح هنا؟
ام موتى، دفنوهم أحياءََ
أم ماذا
أمّاه جنّ ولدك، جنّ
المجموعة : لاتخف كنّ قويّا، نحن
معك
يدور القادم حول نفسه مذهولاََ، وهو يصّرخ، لا أطيق اللّعب معي،
ارسلوني هنا لأفقد عقلي
من أنتم،
أشمّ منها رائحة المؤامرة
كما بدأت أشكّ بالدّاخل، الخيّانة تسلّلت للدّاخل،
السّائق قد يكون أحدهم،.
كلّ هذه التّضحيّات ولا زلنا نلّف وندور حول أنفسنا، في نفس الموقع، من يخطّط
لنا
لأنكر المقاومة، أم ماذا؟
أم تجعلوني أفرّ من السّاحة، كما فعلها هذا الرّسام المبدع
( شخوص اللّوحة يغدرونها، يلتفّون حول القادم
القادم لا يصدّق
القادم : أكاد أجنّ، من دبّر هذه الخطّة لأفقد عقلي
أفضحكم
ساخرج من هنا، وأعلنها حرباََ عليكم
(الحلقة بحركات موزونة تصغّر وتكبّر ، تعلو قهقهة المجموعة)
المجموعة:لا أحد يمكنه أن يخرج من هنا
الباب مغلّق
القادم :أفتحه
المجموعة-لا تقدر
القادم : لن أستسلم كما فعلها الرّسام هذا
المجموعة:من قال أنّه استسلم
إنّه بات من الخالدين
القادم - خطّتكم مدروسة بفطنة
إلا أنّها لن تمرّ بسلام
(يصرخ)
القادم : ترين يا أمّاه ماذا يحدث هنا
صوت الأمّ : صدّقهم ، إنّهم منّا
المجموعة : هيهات منّا الذّلة.
هيهات من الإستسلام
ستار
عبد الصاحب إ أميري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق