صقيع الجمر
............................
وفي لحظة خاطفة تأتي بنت آوى
لترمي فخاخها البالية لتلك الذئاب الناهشة ...
فتأبى الأخيرة في عناد
وتصدح بعواء الجوع الذي يوصد الأذنين ...
ولأن الأخير يجمع فيض السنين ...
فإن الزاوية الأخرى تسع عشوائية مترعة بالمدى ..
لتبدأ جملة هذيانات في لحظـة مابين الشعور واللا شعور ...
فتكون العبارات متماسقة دون تقييد أو تحييد ...
فتخالها إذاك إيحاءات تتنزل على نبـيـة لبـيـبـة ...
تكتفي بما تبقى لها ...
تتدحرج ككرة ثلج من أعالي الجبال حتى تصل النهر ...
وتتحول إلى فراشتين ...
الأولى تتجـاسر حتـى تمـوت فـي مهجـع اللهـب ...
والثـانيـة ... أيـن هي ... طارت في وداع على قارعـة الصهـيل ...
وتحـت غمـام الروح فـاح قرنفل
مـرددا ترنيـمة عشـق فتحت أقفاص المواجع ...
فتأتي أمامنا وتعلن هكذا أنا ...
وفي ظنها أننا لم نعرف ذلك بعد ...
لكننا لن نكتفي ... بل سنسبر أغوارا أخرى ...
فيساعـدنــا صـباح أرجواني
يفضح فيضا لم يبن منه سوى غيض في وجل ...
وتتضح بذرة زرعت يوم أمس لتكون شجـرة الغـد ...
بمساعدة الرياح وبناتها النسائم ...
ثم تأتي جملة خيـبات وانكـسارات
. ولــولا موسيـقى في بيت سيدة هنديـة ...
وعزف بمــدد الروح
لسارت المواويل تنـجّر نحو العــويل ...
لكنــها لحـظة التوحد ...
تداركت الأمـر وجعلت الخطى
تتموسق على ضفـاف مدن
تحوي أجسادا تتنفس عشقها
كلما كان في العمر متسع لمزيد ...
ويندمـل جـرح متدفق من نافورة حب ساخن ...
يشعل سيجار وهم في حلقات دائرية
تذيب صقيع الجمر وتدفئ صمت الموج ...
مستجدية ذاك المارق الذي يمر مسرعا ...
يسير خطوة ... ويرجع خطوتين ...
يرسل ضوء الأثير سبيلا بنور خلب ...
لم يقــو على مكابدة الاكتراث ...
فتتعب الروح ... وتصير طاغية ...
وفي رهفات مترادفة
ترجع من جديد انتكاسات أخرى ...
كعـادة أي تجـربة ... مليئة بالخيبات التي تجر وراءها
الكثير مــن الـدفقـات المتحشرجة في الكــيـان
...................................
عمر عبود ـ ليبيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق