خاطرة...
" صُورٌ وَ حَفيدَةٌ "
طَلَبتْ مُعلِّمَةٌ "ألمانيَّةٌ" مِنْ تَلاميذِها الصّغارِ رَسْمَ خَريطَةَ ألمانيا المُعلَّقَةَ عَلَىٰ اللَّوحَةِ في دفاتِرِهم.
أَحَدُ التَّلامِـيذِ كانَ مُنْهَمِكًــا بالرَّســــمِ الصَّحيحِ دُونَ النَّظَرِ إلىٰ اللَّوحَةِ.
سَألَتْهُ:- لِماذا لا تَنظرُ للخَريطَةِ.. ماما؟
أَجابَها بِبَراءَةٍ:- الخَريطَةُ مَوجُودَةٌ في صَدْري!
تَذَكَّرْتُ هٰذِهِ الحادِثَةَ الّتِي قَرَأْتُها في إحْدَىٰ النَّشرِيّاتِ القَديمَةِ- وَ مـــا أنْدَرُها في الوَقتِ الحاضِرِ- عِندَمــــا سَأَلَتْني حَفيــدَتي، في أَوَّلِ إبتِدَائِي، عَنْ صُورَتَينِ في"أَلْبُومِ"ذِكرَياتٍ خاصٍّ.
الأُولَىٰ ـ في عَدَن/البَحرُ العَربيُّ2003.
وَ الأُخرَىٰ ـ في بيروتَ/الأبيضُ المتوسطُ 2016.
أحَدُ هٰذِهِ الأسْئِلَةِ (دَوَّخَنِي) بِصَراحَةٍ:
ــ جِدُّو.. هَلْ ماؤهُم حُلْوٌ مِثلَ مائِنا؟
لا أكْتِمُ سِرًّا إذا قُلْتُ:- أنَّني تَلَعثَمْــتُ قَليلًا؛ فَاسْتَدرَكْتُ بِضِحكَةٍ عاليَةٍ، ثُمَّ اِسْتفسَرْتُ:
- هَل يُوجَدُ تَركٌ في الأسئِلةِ.. حَبيبَتي؟
لَحظَتَها قُلْتُ في نَفسِي:-
لا أحْلَىٰ وَ لا أجمَلَ وَ لا أبدَعَ.. من ماءِ
وَ سَماءِ وَ أرضِ الوَطَنِ، مَهما كانَ قاسِيًا
مَعَ ناسِهِ.
سَلامٌ عَلَيكَ مِنَ اللّٰهِ.. يا وَطَني!
(صاحب ساجت/العراق)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق