الجمعة، 10 سبتمبر 2021

طفلة عشتار بقلم مروان كوجر

 " طفلة عشتار " 


يا طغلة عشتار ، يا نسيم التوليب والأوركيد وشعة الزنجبيل  

 يالمسة الشفاء للجروح الغائرة 

 ظننتك ستكونين كتفي ، فخاب رجائي .

أصابني حزن أكبر من أحزاني ، وخزلان أكبر في أحلامي 

حياتي باهتة الألوان لم أختارها 

حزين دون سبب واضح  لا أعلم سبب قهري .

إنه شعور فظ مهيب مرعب مؤلم تعددت أشكاله وألوانه 

أشعرني بأنني تقدمت مائة عام قبل الأخرين 

وأن مايشعر به البشر خلال أعوام أحسست به خلال أيام

أصابني شوق وألم جميل جعل خفقاني في حال جنون 

عندما لامست بوجدي أحرفك المضيئة وكأنها نور سطع لحنًا

فجأة إنتابني شعور قاتل أقسم أن الامر أكبر وأعمق من أحلام  لن تتحقق

أشعرني بأن شىء قد سقط مني

 أبحث حولي فلا أجد شىء ، ثم أبحث ثانية فأجد فراغا بداخلي يتأذم ويكبر وأن أشيائي التي تسقط مني لاتعود أفلة إليَّ 

إتكأت على وحدتي في صمت فانتابني يأس عظيم أشعر معه بأن الأيام أمطرتني هما ووجعا فخشيت على نفسي نوبة اليأس  

نظرت إلى أحاسيسي التي إرتقت سدرة النجوم بشوقها  إنها لاشك قاتلتي . 

أبلغت ناموسي بأن طفلة عشتار خطفت مني ، رجوته ان يبحث عنها 

ظننت بأني أغرقتها بيدي ، فلم تعد الى الوجود ، سألته أن يتبع شذاها

خلف شطآن بعيدة ، وفجأة وجدتها بين حروف وأسطر عاشقيها

عشرة عشاق  بل ألف وألف ممن  ينشدون الألحان ويمشون على المدرجات الموسيقية بأرجل عارية ،  يرتلون موسيقى الجمال ، وبراعة التعبير أرى في أحرفهم بعض الرياء والإغواء ، وبعضهم بنى قصر من خيوط العنكبوت الواهن كقصري فلا ملامة عندي . 

فأنا مثلهم نسجت  كما نسجوا  ولكن أشواقي فتكت بي كما ستفعل بهم  فذهبت أنشد ماكتبوا عنها ،  فغمرني غيرة قاتلة أيقظتني من حلم مملكتي 

لقد كان حب الأنى  غمر نغسي ، لماذا لا أفتخر بما يصفون ساحرتي  ، 

فمن حقهم كما من حقي ان أمتطي السحاب إليها  

شحذني ماوصفوها به من جمال وحسن  ، 

أثقل قلبي شعور  لم أعهده من قبل .

كانوا ينشدون لحناً جميلاً  كألحان النجوم يرتقوا به إلى قمم المجد والزهو لامسوا بأناملهم مملكة العاج خاصتي .  

قلت في نفسي طفلة عشتار ستجد طريقها الى شواطئي 

سأبني لها قصراً  كما بنته عشتار مجداً  ، فهي ولية العهد لمملكة العشق .

ومن غير سابق إنذار ، شعرت أن سيفان من نار يتصارعان في أعماق كبدي أولهما الشوق ، وتاليهم الإحباط 

سؤال راود نفسي هل ستجمعما الأيام .؟

أيعز علينا اللقاء  أم نلتقي غرباء .؟

أم هي الأقدار  ترسم الطريق .؟

لا إعتراض ......

كل طرقي عبرتها وحدي لذا 

لا أدين لحظوظي التي سكنت خارج مملكتي بشىء 

إلا انني أنتظر أن يٌنبشَ عن آثار مملكتي

 ربما يسطع في عتمتي قمراً ينير أنفاق شراييني 

أم أنني سأرى إبتهالاتي تموت في محراب عينيها 

هل استسلمت لرياح اليأس راياتي 

          أم سيزهو سنا الشمس وتضئ  كل صباحاتي .....؟  

               

                                                 خاطرة وقلم 

                                         السفير.د. مروان كوجر



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...