قصيدة الهايكو
بقلم:ثروت مكايد
(5-3)
تتكون قصيدة الهايكو من ثلاثة أسطر ، وكل سطر مكون من عدد من المقاطع الصوتية ، فالسطر الأول مكون من خمسة مقاطع ، والثاني سبعة ، والثالث خمسة ..
وعددها سبعة عشر مقطعا صوتيا ..
ويقابل المقطع الصوتي في العربية ، التفعيلة ..
والمقطع الصوتي هو ما يعطي للهايكو موسيقاه ، ويجعله سهل الحفظ ، ومما يحببه لدى العامة ..
ولو حافظ الشاعر العربي على التفعيلة ،واستخدمها في شكل الهايكو لجاءت حميدة أما أن يهجر الشاعر العربي التفعيلة مع سطحيته المفرطة ثم يريد أن يظفر بلقب شاعر فهذا لعمري العبث العابث، والفساد الذي ينخر في واقعنا الثقافي مهيض الجناح ..
والملاحظ في كثرة كاثرة من الهايكو العربي ، عدم التزامهم بالتفعيلة ، وقد تأتي عرضا دون قصد من الشاعر ..
والهايكو هو بالضبط : القصيدة الومضة تعبيرا عن الحياة الومضة أي الحياة القصيرة ، فما أقصر حياة الإنسان على هذه الأرض ..
إن أشياء الإنسان أطول عمرا منه حتى الأشياء الحقيرة التي يستخدمها ،ومن ثم جاءت قصيدة الهايكو كصورة لحياة الإنسان ..
وهي قصيدة الطبيعة ..
ليست كقصائد وردزورث، وكولريدج وغيرهما ممن تغنوا بالطبيعة لأن في قصائدهم-مع طولها- بعدا فلسفيا أما قصائد الهايكو فتمثل الطبيعة الخالصة كتلك التي يمثلها" إميل زولا" في الرواية ..
وفرق بعيد بين الواقعية والطبيعية ، فالواقعية نقدية بمعنى من المعاني أما الطبيعية فهي نقل حرفي للواقع كنقل الكاميرا ..
وإلى لقاء نكمل فيه الإبحار في قصيدة الهايكو..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق