الأنا المزعجة أو تضخم الذات
بقلم : ثروت مكايد
(2-؟)
لو سألت عن علة تضخم الذات لقلت لك - ولتكن على ذكر أننا نتحدث عن الشأن الثقافي - أن أول هاتيك العلل بل أكبرها إنها الجهل ..
والجهل على ألوان شتى وأشده : الجهل المركب ..
وصورته أن يكون لدى الجاهل معلومات كاذبة لا واقع لها ، ولا منطق لكنها تحركه في حياته ، ويصدر عنها لأننا نصدر في كل حركتنا ، وسكوننا عن فكرة ما في الرأس تكون بمثابة العقيدة أحيانا فلو أنك أردت أن تغير فكرة جاهل عن شيء فلا سبيل لك إلا إخراج تلك الفكرة من رأسه ، وتحل محلها فكرة أخرى أو تحدث للجاهل كارثة ينتج عنها كفرانه بفكرته ..
إن الجهل المركب مصيبة المصائب لأن صاحبه يؤمن بما في رأسه إيمانه بمقدس ومن ثم لا يرى غيره ولا يقبل سواه بل لا يرى لغيره حقا في إبداء ما يخالف رأيه فرأيه وحده هو الصواب بل هو الحق الذي دونه البطلان والخسران..
وينتج عن هذا الجهل المركب ، الكبر فالجهل يثمر الكبر كما ينبت الماء العشب ..
والكبر هو فرع التضخم فالمتضخم أو المتكبر لا يرى أحدا فالمساحة التي يشغلها تزيح غيره كما أن الفكرة في رأسه لا تسمح لغيرها بالوجود ..
وفي المثل الفارسي : " القطرة في بيت النملة طوفان " ، وكذا الفكرة في رأس الجاهل تغرقه وتشغله بحيث لا تسمح لفكرة أخرى بالوجود ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق