ينقبون عنها . . هكذا كانت تودُ خداعها والتآمر معها على شخصي فكما دار الإتفاق السريُّ بينهما بأنَّ الخاطبة ستأتي لفحصي بشكلٍ غير مباشر إذ أنها ستصطحبُ طفليها للكشف عن مستواهم التعليمي . . شرط ألاَّ أعلم بأمر الخاطبة . . لكن
" لولو " كما يغازلها والدي دائماً سرعان ما خانتها عند إنبائي بما دار بينهما حول تلك الصفقة التي أكون أنا محور غلاتها كي أبدو بزينةٍ كاملة وإغواءٍ لافت ، وعليَّ أيضاً إيهام تلك الخاطبة بأني موظفة . اندمجتُ مع المسرحية مرغمةً حانقةً على تصرفاتها الرعناء التي لا تلامسُ كبريائي . . غدوتُ دميةً خرساء بين يديها لا تجرؤ على الرفض لأنها مهددةٌ بسياطٍ لاذعةٍ ، جلستُ بانتظار قدري مع تلك الخاطبة التي تخلفت عن الموعد ساعاتٍ ، وقد اتضح لي بأنها انسلت إثر معرفتها بخدعة زوجة أبي العظيمة التي تزعم نفسها قادرة على الإحتيال على كل الناس بمنتهى البساطة أما حالُ ليمونة فكان كحال طالبٍ مجتهدٍ يتأهبُ للإمتحان هكذا أوحت هيئتها المثابرةُ على الذهاب والإياب ، لقد تعبت وهي تطيل النظر إلى الشارع يميناً ويساراً متأملةً
الصفحة - 27 -
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس
رؤية الشاب الأشقر الطويل ليخلصها من العالة الثقيلة التي ستودي بها حسب ظنونها . أما أنا فقد تملكني ضحكٌ قويٌ لم يعد بمقدوري إخفاءه بين ضلوعي المهتزة ، فمثيلات هذه الخاطبة يدلفن إلى كل البيوت ودوري مازال قصياً لأني لا أقتني الميزة التي يطمحون لها ، وكم جاهدتُ في كتم ضحكي بيد أنه انطلق رغماً عني ، عندئذ لحظتُ جحوظ عيني زوجة أبي واحمرارهما التي غدت قنبلةً موقوتة لقد دوى صراخها العصبيُّ منفجراًً شراسةً في طعني بعباراتها الجارحة لكرامتي التي سفحت دماءها وهي تزداد صراخاً :
ألن أتخلص منك ؟ أعلم أنَّ أمثالك من الحثالة تكمن وراءهم . . . وعلى الرغم من مرارة الموقف الذي أقحمتني فيه وما وجهتهُ من خناجر غرزتها في أدق تفاصيل مشاعري فقد ارتسمَ ابتسامُ سخريةٍ على شفتي وأنا أغادرُ الحجرة ، فكلا المتآمرتين لهما أسبابهما أما ليمونة فالأمر واضحٌ لي ، ومن جهة الخاطبة طمعٌ وأساليبٌ ملتوية تهدفُ إلى التأكد من سلامة أعضائي وشم رائحة النقود عن كثب ، أما أخوكِ ياسيدتي فأراهُ أشدُ
الصفحة - 28 -
رواية ابنة الشمس*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق