الأنا المزعجة أو تضخم الذات
بقلم : ثروت مكايد
(4-؟)
كثيرا ما أجبت سائلي حين يسأل عن عملي بأني موسيقي ..وكنت أحسبني متواضعا إذ لم أذكر لسائلي أني موسيقار ! ..
تصور أن يظن عازف جيتار من الدرجة العاشرة أنه موسيقار ! ..
مهزلة ! ..
وفي هذه الفترة من حياتي خطبت فتاة وقعت في حبها ..
كان حبا من طرف واحد كالعادة عندي إذ لم يتفق أن بادلتني امرأة حبا بحب ..
فقط أموت عشقا وهي في الصابون ..
ولا على بالها ..
وربما لا تذكرني ولم أمر بخاطرها لحظة من مساء أو نهار ..
ما علينا ..
خطبت امرأة وأخبرتهم أني موسيقار وقالت حماتي المنتظرة : " وكم تكسب من عملك هذا ؟ " ..قلت : " على حسب الأحوال " ، ولم أشأ أن أقول على حسب الأفراح ..
ولما كان وقتي متاحا فقد أكثرت من زيارتهم ، واستدعى الأمر إحضار هدية فجئتها بزهرة ، وفي مرة جئتهم بديوان شعر لفاروق جويدة فطاش صواب حماتي ، وضاقت بي خطيبتي حتى إنها كشرت عن نيوبها وقالت حماتي : " هلا جئتنا ببطيخة أو بطة بدلا من هذا الهراء ! " ..وألقت بالديوان من النافذة وخرجت غاضبا ولا أذكر إن كانت قد كسرت قلة من خلفي أم لا فلم أعد ثانية وفسخت الخطبة ..
والحق أن مجرد تصوري وأنا أحمل بطة في الشارع وهي - أي البطة - تصوت ب كاك كاك كان يؤلمني أنا كموسيقار له وضعه الاجتماعي حتى وإن لم يعرفني أحد ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق