الجمعة، 8 أكتوبر 2021

ابنة ‏الشمس ‏بقلم ‏أمل ‏شيخموس ‏

الإنسانية بالمحبة والمودة سيكون عاقراً عن إنجاب الأزهار مبتوراً عن الإبداع . إن طريقة مكوث الفتاة على كرسي الفحص الدقيق للثروة والجمال لا الأخلاق أمرٌ موحشٌ للغاية . . باتت الأخلاق كالديناصورات المنقرضة حتى إنَّ أحداً لم يعد يكلفُ نفسهُ مشقة التنقيب عنها ، الكلُ منغمسٌ في بئر مصالحه الشخصية إني في موقفي ذاك لم أكن أجاري سوى إمرأةٍ جاهلةٍ ملكت تقرير مصيري . استشعرتُ برودة الطقس وأنا أنهضُ من الفراش رغم سطوع الشمس في الخارج . . ويبدو أن أفكاري أيضاً تحفزت للقيام من حضن الدفء اللذيذ فهي كعادتها ناشطة تغلي في بوتقة دماغي التي بدأت تغمزني طيلة شروعي في تسوية أعمال المنزل من جلْيٍ للأواني وشطفٍ للباحة . . أسرعتُ بإعداد الفطور مزيحةً أفكاري جانباً كي يتناوله والدي ويذهب لقضاء بعض الحاجات خارج المنزل وحضور صلاة الجمعة . . أخواتي بدأن بمشاجراتهنَّ الصباحية كالعادة دون أن يثرن انتباه والدي أو زوجته التي استقاقت أخيراً لتشارك زوجها فطورهُ 

الصفحة - 31 - 
رواية ابنة الشمس*
الروائية أمل شيخموس 

الذي أدخلتهُ بعد نقر الباب ، فتلقيتُ الأوامر الأولى بغسل الثياب فأجبتها :
بنعم الآن سأبدأ . . هذه هي طريقة الحوار في بيتنا أوامرٌ عسكرية موجهةٌ بصرامةٍ إلى جنودٍ دائمي الطاعة ، فهم يبغون سماع إجابةٍ لا متناهية في رقتها لا تخدشُ إحساسهم المرهف كما يزعمون ، أو بالأحرى ينبغي لي الوقوف بتأهبٍ آليٍّ رافعةً صوتي : 
حاضر سيدي أو مولاتي ، لكن من ذا الذي يجرؤ على جرح إحساس الرخام ؟ ملأتُ الغسالة بالماء الفاتر وما إن شغلتها حتى أدركتُ بأنها عطبت من جديد ، هممتُ بإخراج الثياب ووالدي يخطو نحوي . . مابكِ تخرجين ؟ إحترتُ في الإجابة فالعاقبةُ وخيمةٌ توبيخٌ شديد . انسابَ صوتي خافتاً مريضاً :
إنها معطلة . . وبدأ الحوارُ الصباحيُ الرحيم بأول عبارةٍ :
- هذه الغسالةُ أنفع منكم لن أصلحها كي تدركوا قيمتها . . 
امتقع وجهي كمتهمةٍ . . وشدَّ ما صبوتٌ إلى أن يصمت ويدعني وشأني . أن أغسلها على يدي مثلاً . . لكنَّ ذاك 

الصفحة - 32 -
رواية ابنة الشمس* 
الروائية أمل شيخموس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ملكة الياسمين بقلم فاطمة حرفوش

" ملكة الياسمين" دمشقُ يادرةَ الشرقِ وعطرَ الزمانِ  ياإسطورةَ الحبِ ورمزَ العنفوانِ لا عتباً عليك حبيبتي إن غدرَ بك الطغاةُ وأوصدو...