*...وليس بالمستحيل*
..............
طفح البؤس وتعبت النّفوس ....
وتمادى اليأس على الوجه العبوس....
اقتتال ضروس ، عنيف ومنحوس
كلعنة غبراء و داحس والأخرى البسوس
كرّوفرّ .....ولا خير يعقب شرّ
عويل في ليل طويل ،.....طويل
الأسود في عرينها ....تأبى الخروج
سقط سدّ يأجوج ومأجوج
ترتع بيننا الكلاب طليقة....
واشتعلت نيران الفتيل
وهناك الذّئاب....أضحت صديقة
تنهش بأنيابها جهامات الدّببة وظهر الفيل
صمت رهيب...وزمان عصيب
ووجه المهرّج الضحوك ....كئيب
وكم كنت أحسب أنّ صوت الصّمت جميل
وهل من فائدة ترجى....من الكلام
ولهج الزور يتهجّى سقط الأقاويل......؟
العقم داء أصاب رحم الحجى
انتحر ايمان الرّجاء بين لعلّ وعسى
تعب العزم نكدا ...والهمم جلوس
وذرفت دمعها الشّموع على محيّا القناديل
بكى الشروق احزانه عصرا و غروب...
والدّم النّقيّ على الأجساد مسكوب
وخلف الحجاب كتاب بلا ريب
يدارس الالباب فلسفة التّأويل
فاذهب ايا لسان الأباطيل وشفاهك للعدم
فهنا الحقّ على وجه القمر سيبتسم
لاح وجه الليل بحكمة الفتق والرتق
وهنا الانشاء والوطئ والقول الثقيل
احلّ التّزاوج الحلال وعلى الجدال قبول واقبال
والحرب سجّال بين اوهام ظنون الشّكّ
وبراعة فنون الفكر وكشف الدّليل
ايحتار ميزان الخليل ونمرود الشّرس العنيد؟
فمن منهما ياترى سيحيي ذاك القتيل؟
نفخت الروح في روعي فتدبّرت أمري
ضياء شمس اذ عانق أنوار قمري
ترنّح في اختياله ابن الفكر المغمور
واقبل مشمّرا أذياله ذاك النّجيب النّبيل
قام واستقام و للقيام رجال ....وأعلاما
وأربعة من الطير بشرى من السّرّ المكتوم
يوم جديد .....وحساب الحسيب حسوب
فتح مبين بين الاجمال ونسيج التّفاصيل
وسحقا لغرور أقوام تأبى النّصح والقبول
وترتمي بين أحضان....ذاك الثّعلب الجهول
........ريحانيات
بقلمي الاديب المفكر والشاعر التونسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق