الجمعة، 12 نوفمبر 2021

شر البلية ما ...بقلم صاحب ساجت

خَـــــاطِرَةٌ...
             { شَرُّ البَليَّةِ ما... }
        بَعضُنا يَحِنُّ إلىٰ المَاضي، وَ المَاضي وَلَّىٰ! فَهلْ هُو هُرُوبٌ مِنَ الواقِعِ أَمْ خَوفٌ مِنَ المُستَقبلِ؟
    ذاتَ مَرَّةٍ.. أَرسَلْتُ (فِديُو) لِأصدِقاءٍ مُنتَخَبينَ، مُختَلِفي الثَّقافَةِ وَ العُمرِ. مَضْمُونُهُ أُهزُوجاتٌ شَعبيَّةٌ تَتكَلَّمُ عَنْ حالِ أَيامِ زَمانِ.
وَرَدَتْ تَعليقاتٌ شَتَّىٰ تِباعًا بَعدَ مُرُورِ سُوَيعاتٍ قَليلَةٍ، كَأنَّها - أي التَّعلِيقاتِ - صَدَرَتْ مُعَبِّرَةً عَنْ آراءٍ مُتطابقَةٍ، لَمْ يَشذّ عَنها أو يُخالفْها رَأيٌّ واحِدٌ إلْبتَّةَ.
كُلُّ التَعليقاتِ (مُتفقٌ، مُعجبٌ، مُؤيّدٌ) لِمَا وَردَ في الفِديُو مِنْ مضامينَ أو وَقائِعَ أو دُرُوسٍ أو هِمَمٍ، وَ هي تَستَحِقُّ ذٰلكَ.. وَ أكثرُ!
لأنَّها حَقيقَةٌ لا يُغَطِّيها غِبارُ أيَّام أو سِنين، وَ لٰكنَّ الوَجهُ الآخرُ للصُورَةِ يَعكِسُ حَقيقَةً أُخرَىٰ مَفادُها:-
إنَّ المُراوَحَةَ في المَكانِ ذاتَهُ لا تُنجِزُ تَقدُمًا إلىٰ الأمامِ. بِمعنَىٰ:-
إذا كانتِ النَّظرَةُ إلىٰ الماضِي بِهٰذا العُمقِ وَ الشُّعُورِ بالأسَىٰ وَ الأسَفِ، وَ أحيانًا بالنَّدمِ.. فَهلْ ثَمَّ أَمَلٌ يَدفعُنا أنْ نَخطُو إلىٰ الأمامِ، مَتَىٰ؟
     ها نَحنُ اِبتعَدنا عَنِ القَرنِ العِشرينَ بِعَقدينِ، فيهُما ما لَمْ تَستوعِبْهُ عُقُولُنا لَحدِّ الآنِ،  مِنْ تَكنلُوجيا وَ أفكارٍ وَ خُططٍ وَ مشاريعَ إنفجاريَّةٍ سَريعةٍ بحَركتِها وَ عَنيفَةٍ بِمرورِها،  لا تَأسفُ عَلىٰ المُتخلِّفِ عَنِ الرَّكبِ إذا سَحَقتْهُ!
  الزَّمَنُ غَيَّبَ الجِيلَ السَّبعيني، وَ نَحَّىٰ السِّتيني عَنِ المَشهدِ، أَمَّا جيلُ العَقدِ الخامِسِ مِنَ القرنِ الماضِي.. باتَ عَلىٰ الهامِشِ في أغلبِ الأُمُورِ، وَ ما عَليهِ سِوىٰ حَملِ أَعباءِ الإسرةِ أو الدّائرةِ أو المُؤسَّسةِ دونَ مشارَكَةٍ في صنعِ القَرارِ أو رَسمِ اِستراتيجياتِ المُستقبَلِ. 
فَعَلامَ هٰذا الحَنينُ إلىٰ الماضي؟
هَلْ لِغايَةٍ في نَفسِ يَعقوب؟ 
أمْ اِجتِرارِ الماضِي، بِغثِّهِ وَ سَمينِهِ، أَيسرُ الطُرقِ للهرُوبِ طالَما المُعاناةُ تَكادُ لا تُطاقُ بِغيابِ (النّاطُورِ/ القانونِ)؟ أم هي الرَّهبَةُ الَّتي فَعَلَتْ فِعلَها  فَخارتِ الصَّناديدُ وَ تَضَعضَعَتْ في سُوحِ القِتالِ مَعَ أشباحٍ لا وُجُودَ لَها في الواقِعِ!
فَضلًا عَنْ مَنْ يَبحَثُ في المُستقبَلِ لِلعثُورِ عَلىٰ أطلالِ لِيلاهُ! 
بَلْ يَشتَهي أنْ يَتذوَّقَ ماءَ وَ مَأكلَ أحبابِهِ!
        أخيرًا...
    { نَعُوذُ باللّٰهِ مِنَ الحَوْرِ بعد الكَوْرِ.}
 أي.. مِنَ النَّقصِ في العَقلِ وَ التَّدبيرِ بَعدَ زيادَةٍ مِنَ الخَيرِ وَ التَّبذِيرِ، وَ فَسادِ الأُمُور بَعدَ صَلاحِها.
      (صاحب ساجت/العراق)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مشاركة مميزة

ليل الحنين بقلم عبداللطيف قراوي

**ليل الحنين ** ليل سكب ظلامه على الكون. ونور هواك أضاء القلب المهجور. والسماء شقها شعاع البدر. و خرير السواقي المتجاذب . يعانق صمت المكان. ...