همسات زائر الليل....
بالأمس جاء صديقنا يتمنطق
كالبوم ينذر بالخراب وينعق
متشدقا بالقول يزبد هائجا
متحشرجا بلسانه يتفيهق
يختار ألفاظا تصاغ بلكنة
وهو اللقيط بلفظه يتحذلق
فوقفت أرقب منصتا متسمرا
وأصخت سمعي ما عساه سينطق
فبدا كديك الحقل ينفش ريشه
ويكاد من غلس به يتشردق
تبا له إني أضعت دقائقا
لسماعه فشعرت أني أحمق
قد قال شعرا وادعى بكلامه
أن القصائد بالمواقع تسرق
هو قال منحولا بكل وقاحة
عجبا وبعض الحاضرين يصفق
واستطرد اللص الدعي بكذبه
وكأنما ظن الجميع يصدق
هو عبقري العصر دون منافس
وهو الفقيه وغيره متزندق
بالشعر بز البحتري بنظمه
وإليه يلجأ بالقريض فرزدق
يا أيها المعتوه حسبك رتبة
في أحسن الأحوال أنت مهرطق
الكاذبون على الزمان توحدوا
لكنهم من حين جئت تفرقوا
هم نصبوك مليكهم وتراجعوا
وبقيت وحدك قاعدا تترزق
فمن السفالة أن تعد محققا
للشعر كيف لمفتر سيحقق؟
كالصوص شاهد ظله متطاولا
عند الصباح وقد أتى يتعملق
نم يا صغيري لا أظنك قادرا
إقناع من كشفوك حين توثقوا
من عاش يزحف بالرمال مكللا
لن يلعو في تلك الذرا ويحلق....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق